هناك رجلٌ يقف
أمام منزلي
منذ أيام. أختلسُ النظر إليه
من نافذة غرفة الجلوس،
وفي اللَّيل،
عاجزاً عن النَّوم،
أُسلّطُ ضوءَ المصباح
على المرج.
إنّه دائماً هناك.
.
بعد برهةٍ،
أفتحُ الباب الأماميَّ قليلاً
وآمرُهُ
بالخروج من باحة منزلي.
يضيِّقُ عينيه
ويئِنُّ. أصْفقُ
الباب وأهرَعُ إلى المطبخ،
فغرفةِ النوم،
ثم أنزلُ ثانيةً.
أبكي كتلميذةٍ
وأقوم بإيماءاتٍ غامضة
عبر النافذة. أكتبُ
ملاحظاتِ انتحارٍ كبيرةً،
وأضعها بحيث
يمكنه قراءَتها بسهولة.
أحطّم أثاثَ غرفة الجلوس
لأثبتَ
أنّي لا أملك شيئاً ثميناً.
.
عندما أراهُ جامداً،
أقرّرُ أنْ أحفرَ نفقاً
إلى باحة مجاورة-
بجدارٍ من قرميدٍ
أحكِمُ إغلاقَ القَبْوِ
من أعلى الدرج.
أحفر بقوّةٍ
وسريعاً أنجز النَّفقَ.
تاركاً مِعْولي ومجرفتي في الأسفل،
.
أجد نَفْسي أمامَ منزلٍ ما.
وأقفُ هناكَ مَنهكاً للغاية،
عاجزاً عن الحركة أو حتّى الكلامِ،
آملاً أنْ يساعدني أحدُهم.
أشعرُ بأنّي مراقَبٌ،
وأسمع أحياناً
صوتَ رجلٍ ما،
دون أنْ يحدثَ شيءٌ،
وما زلتُ منتظراً منذ أيام.
*
ترجمة: جولان حميد حاجي