محمد الأمين سعيدي – من رأى الطائر الذي يجيء..!!!

أشخاص:
بلدان:

من رأى الطائر الذي يجيء..!!!
محمد الأمين سعيدي

الطائرُ الذي يأتي من ناحيةِ الريبةِ
يكسرُ جدولَ اليقينِ بدوائر متقاطعة
يستدعي أسماءَ العفاريتِ من صرَّةِ شموس المعارفِ الكبرى
تجيء أسرارُها خطى من ماءٍ
تشقُّ حجابَ الفكرة وهي تتلو:
حابْ، شاحوتْ، شعْلوثْ، حُبابْ
تتلوَّى الفكرةُ في أغوارها صراخٌ يفكك بعنفٍ صخرتها
هكذا
ترتاح المخيّلة من محاكم التفتيش
تتقافز طفلةً
غزالةً
حوتا
تتشكَّلُ:
مئذنةً تمسح حزنَ صليبٍ
عاشقةً تداعبُ قصائد شاعرها
نشيدًا سماويا اشتعلَ في الطريق إلى الأرض
نبيًّا يفكِّرُ في استبدالِ أسفارِ الحربِ بأسفار المحبّةِ
شيطانا يكتبُ لله طلبَ قبول توبة متأخرة جدا
هكذا أيضا
تتعدد الأنهار التي تعبرُ حدائق الزمن
يتجدد جلدُ الكونِ فرحًا بانكسار الثابت..
تُنتهكُ بكارة الحقيقةِ..
ينامُ العقلُ…
الطائر الذي جاءَ
كانَ بألفِ لونٍ
ينمو ريشه حتى يصبح نارا
يقصر
يتمايل سنابلَ سحرٍ
يختلفُ عن جيناتِ حالاته الماضية..
لكنّ عيونا كثيرةً لم تصطدْ مجيءَ الطائر
سكنَ حاملوها إلى الغفلة
فهجروا سكينة الدائرة المنفتحة
وأقاموا في جليد المستقيم
لهذا لا تزال الحربُ تبيضُ
والدماءُ تعزف على كمنجةِ الفناء
كيف وضعوا سيرة واحدة للفكرِ
وسلكوا غاية توحيدِ قبائل الرؤيا
غائبين عن اليقظة
في العالمِ وفرة منَ الأشكالِ
لكنَّ عينَ الهوموسابيانْ ترى شكلا يتيماً
كيفَ تعمى جميعُ المرايا عن الأشياء تعودُ صغيرة دومًا
عنِ المادة التي لا تشيخُ
عن تواطؤ فارس الرياح مع عطش الأشجار للتخصيب
عن السماء السابعةِ تتسكّعُ في المدنِ
تجلس في مقاهي الدهشة بانتصار ثقةِ بروميثيوسَ في الإنسان
عن نملةٍ تدغدغ جبهة النخلةِ
عن آلهةٍ تستحمُّ في بحيرةِ البشرية..
في كل مرة يعود الطائر يغني:
العمى:
سيدُ الوقتِ
البلادةُ:
عصى الرائي
الغباءُ:
لغة القرد الذي يسوق سيارة
الذكورة:
صنم منتصب الظلُّ ينتهكُ البهجة
الأنوثة:
فجر الحياة المشنوق
في جيبها
نجاة الكوكب.

مشرية
26/06/2016

زر الذهاب إلى الأعلى