يوم واحد كاف للدكتاتور حين يقتل
يوم طويل على الانترنت
وعلى الفضائيات
وفي الجرائد التي سيمسح بها الموظفون الصغار أحذيتهم صباح الغد
بعد ذلك يُنسى كالأنفلونزا
يوم طويل أسكر فيه كالعادة مع كثير من الزيتون الحار وقليل من الضجر
وفي الليل
في الليل حين تظل العجوز حية رغم كل كوارث العالم
وسائق التاكسي حيا
والمتسول الأعمى حيا
في الليل
في ذلك الليل الذي سيتكرر إلى الأبد كالجوع وكالشبع
في هذا الليل
في ضباب الليل
في الليل القارس من دون أمطار
الليل الذي يعقب القلاقل والانقلابات ونهاية الرؤساء بالسكاكين والمقصات والرصاص غير المرخص
الليل نفسه الذي ينهيه ندّل المقاهي ببقشيش كثير
الليل الذي تستيقظ فيه المومسات الصغيرات بعد نهاية الأخبار شهيّات كالسمّ في العسل
الليل الطويل كالجنريك
ليل المتشردين والعابرين والحمقى واللصوص المبتدئين
ليل الشوارع الكبيرة الخاوية والضوء الأحمر دون سيارات ودون مارة ودون شرطة مرور
ليل أغنية حب متقطعة في نفق
ليل الضاحية الهادئة الجميلة التي تغري بالحب وبالجرائم
ليل الغابة في الليل
ليل الليل
ليل المغنين غير المشهورين في حانات الطابق تحت الأرضي
بأصوات مبحوحة بالشراب والدخان والفجائع
الليل الذي يعقب نهاية الدكتاتور
الليل العادي جدا
بعد تعب الإعلاميين
ونوم المذيعين
وعودة المحللين الاستراتيجيين إلى زوجاتهم الشمطاوات
الليل غير المتعاطف
الليل غير المبالي بما حدث وبما سيحدث في العالم
ليل القطط التي تمتلك كل قمامة المدينة دون تفاوض
ليل الكلاب الضالة التي من دون فصيلة
ليل النجوم التي تضيء الكنز الذي لن يجده أحد
ليل أوراق الـ”لوتو” غير الرابحة مشتتة على الأرصفة
ليل صحون العشاء التي لم تغسل بعد
ليل الصراصير في القلب
الليل الواقعي
الليل الذي أحب
ليل القطارات الأخيرة
التي تودع المدن ببطء
ببطء سنتمنتالي شديد
وتلوث شديد
في آخر الليلر
395 دقيقة واحدة