كل يوم، أثناء توجهي إلى جبل قريب
أعدّ شبابيك هذه البلدة، أجدها ناقصة واحداً
أو أكثر مما كانت أمس.
عند عودتي أحصيها أيضاً، فألحظها زادت شباكين .
لأني لا افهم هذا، أحوّلُ إهتمامي الى مقطعٍ جديدٍ
يعرضُ فيه حوتٌ نقلي الى ضفة اخرى
اشعرُ بالسرور لكرمه , لكن ماذا افعل هناك
بعد أن عرفتُ ذهابه، فيما بعد، إلى بلد بعيد ؟
*
في شبابي لم أكتبْ إلّا في مقهى
حملتُ هذه العادة معي إلى المنافي
أنا محروم منها في بلدتي هذه، لذا اتخذتُ
زورقاً مهجوراً، عند الساحلِ، مقهاي لسنوات
كنت اذهبُ اليه بعد كل ظهيرة .
اليوم، من بعيد، شاهدتُ زبائن هناك :
سياح أجانب، أغنياء، يلوحونَ لي أن لا أقترب .
عدتُ خائباً إلى غرفتي ،
بدأتُ أفكرُ بالبحثِ عن زورقٍ آخر
أو سفينة نصفها غارقٌ منذ أعوام
*
أنبشُ في أعالي ذاكرتي
أعثرُ على رجلٍ يحملُ قرنفلة، يلوّحُ بها كأنهُ عاشقٌ:
أغطي وجهي بقميصي كي لا يراني
تشردتُ بسبب حبي للأزهار وكانت معي تتكلمُ .
ألآن تتبدى روحي في أحجارٍ وحصى
لا يصغي إليّ أي كوكب
أهذي أمام البحرِ ، حولي حيواناتٌ أليفةٌ وضارية
ومن بعيدٍ أرى معلمينَ يهربونَ من بلدة
*
لي إلمامٌ في أمورٍ كثيرة:
ألتقطُ صوراً لرهبانٍ يقفزون من قطارٍ سريع
بعد سماعهم إنذاراً كاذباً
حول حريقٍ في إحدى العربات،
أسرقَ شموعَ مشرحةٍ
أترك موتاها بلا ضياء
هكذا أتخلص من غنائهم ليلاً،
أمشي تحت رذاذ مطر
ثم أنتبهُ الى حصانٍ يتبعني
أخشى ردّهُ، فالبحرُ هنا وقد يذهبُ اليه وينتحر ـ
هذا ماحدث ذات مرة وكنتُ السببَ،
أيضاً أعرفُ دفعَ عربات أطفالٍ إلى شارعٍ مزدحم،
إذا وجدتها مكتظّة بعجائز ينامون فيها
*