حلم في برشلونة – ميريت أوبنهايم – ترجمة محمد عيد إبراهيم

أرقدُ مع رجلٍ في سريرٍ على الطرفِ البعيدِ من غرفةٍ كبيرةٍ.

على طولِ الحوائطِ تسري راحةٌ يونانيةٌ،

كأني في مبنى البارثينون.

عبرَ بابٍ صغيرٍ لدى الطرفِ الآخرِ من الغرفةِ يأتي امرؤٌ،

نحتٌ مذعورٌ (شبيهٌ بأشكالِ سلفادور دالي)،

لكنه يتّخذُ نِسَباً هائلةً بمجرّدِ أن يدلُفَ من البابِ،

فيملأُ الغرفةِ حتى السقفِ.

عمرانٌ غيرُ منظَّمٍ،

ينتهي في مكانٍ واحدٍ كحذاءِ امرأةٍ؛

عمرانٌ سائرٌ على الحذاءِ بذلكَ الطرفِ عندَ نقطةٍ تشبهُ الأنفَ.

أقولُ للرجلِ إني راقدةٌ معَ مَن لم أَعُد أحبهُ.

فيقولُ: “اتّخذي أحدَ أولئكَ اليونانيين!”

فأنهضُ،

أسيرُ إلى الحائطِ، وأشدّ ساقَ أحدِ أولئكَ الشبّانِ الرخاميين.

يهبطُ من الحائطِ.

نرحلُ معاً،

نسيرُ على طولِ ريفٍ ما.

يصبحُ الرجلُ الذي أسيرُ معهُ فجأةً أبي.

جنباً لجنبٍ نسيرُ في مشهدٍ.

تحتنا بعضُ شجرِ التنّوبِ

لكنّا لا نرى غير أعاليها.

يشيرُ أبي نحوَ عنقودٍ

من أعالي شجرِ التنّوبِ (في المنحدرِ الجنوبيّ) ابتعدَ عنها،

ويقولُ: “هناكَ عرفتُ أمكِ”. فأقولُ: “هناكَ قاتلي!”


أنزلُ المنحدرَ،

أظنّه الوجهَ الشماليّ،

عندَ أقدامِ شجرِ التنّوبِ.

رجلٌ هَرِمٌ، يتّكئُ إلى جذعِ شجرةٍ،

مرتدياً زيّاً رياضياً،

مع سترةٍ صوفيةٍ بلونٍ صدئ،

شعرهُ الأشهبُ قصيرٌ.

يسحبُ سكّيناً عليّ.

بطرفِ إصبعي السبّابةِ،

ألمسُ طرفَ الشَفرةِ،

وبإصبعي السبّابةِ أُديرُ السكّينَ

وأنا أستعدُّ لطعنِ الرجل

حينما قالَ أبي، وهو جنبي: “لا يجوز”.

أطعنُ عندئذٍ الرجلَ،

يسقطُ على المنحدرِ.

ملتفّاً على نفسهِ، يلمسُ جبهتَهُ بإصبعهِ السبّابةِ،

شبيهاً بحيّةٍ ملتفّةٍ تعضُّ ذيلَها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى