1- الهدية.
أريد أن أهبك شيئًا يا فتاتي
إذ بينما يجرفنا تيار الحياة
سوف تتفرق بنا السبل
وسيطوي حبنا النسيان.
ولكن لم تبلغ بي السذاجة أن آمل
أن أتمكن من أن أشتري قلبك بهداياي.
أنت في مقتبل العمر والطريق أمامك ما زال طويلًا
فأنت تشربين كأس العمر الذي نقدمه لكِ دفعة واحدة
ثم تديرين ظهرك لنا وتمضين بعيدًا عنا لا تلوين على شيء.
إن لك ألعابك وزملاك في اللعب
فما الضير في ألا يكون لديك وقت لنا
وألا نخطر ببالك.
نحن بالتأكيد نمتلك الكثير من وقت الفراغ في شيخوختنا
لنحصي الأيام التي ولت
ونحتفظ في قلوبنا بذكريات عزيزة
أفلتت من أيدينا إلى الأبد
مخترقًا كل المواقع ولكن الجبل يبقى ويتذكر،
ويتبعه بنظرات الحب.
2- المساومة الأخيرة.
ناديت في الصباح وأنا أسير على الطريق المرصوف بالأحجار:
“تعال واستأجرني”
وجاء الملك شاهرًا حسامه وهو على عربته الحربية التي تجرها الخيل.
أمسك بيدي وقال:” سأستأجرك بقوتي”
ولكن قوته كانت لا تعد شيئًا، فمضى على عربته
في حرارة الظهيرة كانت المنازل مغلقة الأبواب
ومضيت على الدرب الملتوي.
وجاء رجل عجوز يحمل كيسًا مليئًا بالذهب
فكر مليًا وقال” سأستأجرك بنقودي”
وزن عملته قطعة قطعة، ولكني أشحت بوجهي.
جاء المساء، وكان سياج الشجيرات حافلًا بالأزهار.
ظهرت فتاة حسناء وقالت:” سأستأجرك بابتسامي”.
شحبت ابتسامتها واستحالت إلى دموع وعادت
وحيدة إلى العتمة.
التمعت الشمس على الرمال وتكسرت أمواج البحر بتمرد.
وقعد طفل يلعب بالمحارات على الساحل
رفع رأسه وبدا كمن يعرفني وقال
” سأستأجرك بلا شيء”.
ومنذ تلك اللحظة والمساومة التي عقدت في لعب طفل
جعلتني رجلًا حرًا.