“ب” لو أن لي ابنة – سارا كاي

أشخاص:
بلدان:

لو أن لي ابنة، بدلًا من أم، ستسميني النقطة “ب”

بهذه الطريقة ستعرف أنها ستجد

دائمًا طريقها إلي، مهما حدث.

سأرسم النظام الشمسي على ظهر كفيها

هكذا سيكون عليها أن تتعرف على الكون بأكمله

قبل أن تقول:

“أعرف هذا مثلما أعرف يدي”.

ستتعلم أن الحياة سوف تضرب

بقوة

في الوجه

وتنتظرك لتنهض من جديد، فقط لتركلك في بطنك

لكن خروج الريح منك هي الطريقة الوحيدة التي ستذكرك

كيف أن رئتيك تحبان بشدة مذاق الهواء.

الأذى والخوف موجودان، ومن المستحيل علاجهما

بالضمادات الطبية أو الأشعار

لذا في أول مرة تدرك فيها أن المرأة الخارقة لا وجود لها

سأتأكد من أنها تعرف

أنها ليست مضطرة لارتداء معطفها بمفردها

فمهما كانت استطاعة أصابعك على التمدد

ستظل يداك دومًا أصغر جدًا من أن تمسك بالآلام كلها

التي ترغبين في شفائها.

صدقيني، لقد حاولت.

سأقول لها، ابنتي، لا ترفعي أنفك عاليًا في الهواء هكذا

أعرف تلك الحيلة، لجأت لها مليون مرة

أنت تتشممين الدخان حتى تتبعين مساره

إلى حيث بيت محترق لتعثري على الفتى الذي

افقدته النيران كل شيء

لترين لو بإمكانك إنقاذه.

أو لتبحثي عن الفتى الذي أشعلها في البدء لترين لو بإمكانك تغييره.

أعرف أنها ستفعل في الأحوال كلها

لذا عوضًا عن ذلك

سأحرص على وجود المزيد من الشكولاتة

وأحذية المطر بالقرب منها دائمًا.

لأنه ما من حسرة تعجز الشكولاتة عن مداوتها.

حسنًا!

بعض الحسرات تعجز الشوكلاتة عن مداوتها

لكن لهذا نحتفظ بأحذية المطر

لأن المطر سيغسل كل شيء ويطرده بعيدًا

لو سمحت له.

أريدها أن تنظر للعالم من خلال قاع قارب زجاجي

أن تفحص بالمجهر المجرات الدقيقة التي يحويها العقل البشري

لأن هذه هي الطريقة التي علمتني أمي.

ستكون هناك أيام كتلك

ستكون هناك أيام كتلك، هكذا قالت أمي

عندما تفتحين يديك لتمسكين، وتأتي الرياح بالبثور والكدمات فحسب.

عندما تخرجين من كابينة الهاتف وتحاولين الطيران

وأكثر من ستريدين إنقاذهم هم من سيقفون على معطفك

حين يمتلئ حذاؤك بماء المطر

فتقعين على ركبتيك يائسة

تلك هي الأيام التي ستحتاجين فيها أسبابًا أكثر لتقولين شكرًا

لأنه ليس هناك ما هو أجمل من محيط يرفض التوقف عن تقبيل الشاطئ

مهما كان عدد المرات التي يُدفع فيها يعيدًا

ستحرزين الفوز ببهاء

سترفعين نجمة البدايات مرارًا ومرارًا

لا يهم كم لغمًا ينفجر في الدقيقة

– فقط –

تأكدي من أن عقلك بجمال هذا المكان المضحك المسمى حياة

وأجل

على مقياس من واحد إلى الثقة المفرطة

أنا شديدة السذاجة.

أريدها أن تعرف أن هذا العالم مصنوع من السكر

يمكن أن ينهار بسهولة

لكن لا تترددي في أن تمدي لسانك لتتذوقيه

سأقول لها، صغيرتي، تذكري أن أمك محاربة وكذلك أباك.

أنت الفتاة ذات الكفين الصغيرين والعينين الواسعتين

التي لن تتوقف عن طلب المزيد.

تذكري أن الأشياء الجميلة تأتي ثلاثات

وكذلك السيئة.

اعتذري إذا ما اقترفت خطأ ما

لكن لا تعتذري أبدًا عن الطريقة التي ترفض بها عيناك ألا تلمعان،

صوتك ضعيف، لكن لا تتوقفي عن الغناء أبدًا.

وفي نهاية المطاف، حين يتسببون في كسرة قلبك

حين يدفعون بالحرب والكراهية أسفل بابك ويقدمون لك صدقات من السخرية والهزيمة على ناصية كل شارع

أخبريهم بأن عليهم حقًا أن يقابلوا أمك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى