هذا وجهكِ في رذاذ الأزرق الضبابي كأنه إعادةُ اختراعٍ للعالم الإغريقي، كأنَّ وجهكِ هو وجه فينوس وهي تضحك عندما نتساءل جميعًا عن سبب عدم التوازن في دورة اقتصاد العالم، أوعن التقسيم غير العادل للممتلكات بين المحرومين و الذين يمتلكون كل شيء،تضحكين مثل فينوس و تقولين: “ياله من عالم الذي تعيشون فيه” نرحل أنا و أنتِ و معنا دولوز من بيت رواقي إلى آخر، و ليس لدينا شعور بالعار لأننا من عالم يموت فيه إنسان يوميًا بسبب الجوع، أنظرُ إلى حقيبة ظهرك كأنها لوحة “حديقة المسرات الأرضية” للفنان الهولندي هيرونيموس بوس، أنظر إلى التكافل بينها وبين جسدكِ، فيها برتقالة لي و أصوات الشجار بين سيوران و الفلسفة بسبب الأخطاء التي ترتكبها، فيها قطعة كيك لي و صوت دولوز وهو يصلح أخطاء الفلسفة كي يبتسم سيوران، فيها نهر أجلس على ضفته و أراقبُ دموع نيتشه بسبب هروب الفلسفة في اللحظة التي ظن أنه قبض عليها فيها، فيها قطعة شوكولا لي و قصيدة كتبها بيكاسو و تحدث عنها ليريس، فيها منديل لمسح الحزن من على جبيني و الدموع من على خد رامبو وهو ينظر إلى ساقه المبتورة.
297 دقيقة واحدة