(حديث في ثمانية قصائد بين الله وإبليس كهل، إلا أنّ إبليسَ المتكلّمُ الوحيد).
1
فلنلتفّ معًا
في سرير الخَلْق
بين فتيل الماضي وغضونه.
كهُلت متذكّرًا…
عدن، وانزلاق ألسنة القطط شطر اللغة،
وزَبَدَ ضلع الرجل
الذي حينما تشكّلَ، مشى.
حينها، كان رداؤنا المجد:
نَزْو الموجودات المجنّحة مثل الملائكة،
وائتلاف المحيطاتِ المحيطات.
فلنسترح هاهنا بعضًا من الوقت
كأخوَين قديمَين
شاهدا ما حدث،
وحارا في معناه.
2
اصْغ. أنتَ أعظمُ من فهمِك لذاتك.
ما ظننتَ أنّ ذاك الخليط من ضلعٍ ومطرٍ وطينٍ،
بشموخه وتسلّطه الأزيز،
كما كنتَ، بل إنّه ذاتُك؛
أو كما صكّها معجميٌّ «في صورتك»:
حيث الوجه، والطموح الغريب،
والرغبة الممضة في تجاوز المنتهى،
والعزلة، ومثاليّتك الشوهاء
كلُّها أنتَ أنتَ أنت.
3
حيّة لم تبلغ ملاكًا، بل
ملاك لم يبلغ إنسانًا،
ما كان منطق الأفاعي ذاك؟
من تحت قبّة ورقية،
شهدتُ الخلق،
مترصّدًا أفول شمس العالم.
أقسم بصدرِك الغضّ،
الذي نأى ليُحاك وجودًا آخر،
وأقسمُ بعودته،
أنّي مباركٌ
بعزيز هبتك؛
أنْ أشعرَ بالحيّ فيّ،
وألا أهاب.
4
ما الذي كان بإمكاني اختياره
إلا أن أنزلق وراءهما.
اللذان ما كانت خطيئتهما
سوى أن يشابها أباهما؟
كانا واقفَين…
والحديقة خلفهما،
فشبّت شهوة جديدة داحرة
من مقلتَيهما الملتهبتَين.
أنت وحدك الذي كان باستطاعته
نداءُ اسميهما الأعظمَين،
وهما وحدهما، اللذان خاب سمعهما،
تحت وطأة تلك الحمّى.
5
خَلَبوت المواسم،
بخار الخبز الطري،
دفء الملاءة،
العرق المتصبب بعد الحب،
صفير العجل الوليد،
الشهوة
فالإنسانية.
ولا شيء سوى الألم،
حيث الدماء مضرّجة.
لكن
لا تحرمني
تفكّريَ في عالمٍ آخر
بدءًا،
قبل الكعب المرضوض
وقبل الرأس المسحوق،
وهكذا.
6
«صمتُ الله هو الله.»
_كارولين فورش
حدّثني، بل حدّثنا
عن سبب دكّ جبلِ
رضّعٍ مصفوفين كالأكْرَاب،
عن ضلوعٍ يتنابذ بعضها بعضًا،
عن ألسنٍ ذَعَفَتها
لغةٌ سليطة.
حدّثني، بل حدّثنا
عن سبب سكون يدَيك
وصمتِ شزرك، حدّثنا عن السبب
الذي جعلك تشهد انفلاق ذاك العالم
دون أن تقول شيئًا.
7
وكيف لي أن أيمم وجهي
نحو رخامٍ يدور
حول إبهام الكون العظيم؟
وكيف لمفرقَيْ هذا اللسان
أن يجتمعا في يقين واحد؟
وكيف أمكنني،
كمسافرٍ تليدٍ،
أتلبّد يومًا ما
هانئًا بجانبك أنت
عند قدميك؟
ربما…
ولكن
آمين.
8
«… هو الله»
إذًا.
عدم حاجتك في الحديث
أطلَقَت لسانك
مشظًّى نحو الملائكة.
حتى أنا
بشظية منه
قلتُ كفرًا.
طلبُ الشرحِ منك
رفضٌ لك.
قبل الكلمة، كنتَ.
قبّلتَ شفة أخي
وما عداه،
كان الصمتُ
لسانَك الوحيد.
ترجمة: محمد السعيد، مراجعة: عبير أحمد