أثناء غلي الماء لصنع الشاي، سكرانة بالويسكي،
قرّرتْ أن تهاتف زوجها السابق الذي لم تهاتفه
منذ سنة وشهرين وثلاثة أيام، من دون حسبان كلّ
الاتصالات لسماع صوته على المجيب الآلي أو لإقفال السماعة
في حال أجاب.
سَمِعَت أنه انتقل،
وفكرت أنها ستسأله عن عنوانه الجديد فقط
في حال احتاجت إلى الذهاب إليه في منتصف الليل
لتحدق في النافذة المعتمة متساءلة ما إذا كان الآن مع امرأة أخرى
وما يقوله لها حين يمارسان الحب،
ولتتذكّر الأشياء التي كان يقولها لها خلال الجنس والتي ما
تزال لا تصدق أنه ما عاد يقولها. يقول الآن
إنه ما زال زوجها، قانونياً على الأقل، لأنه
لم يستطع إنهاء الملف. لم أرد إحضاره
يوم عيد ميلادك، قال لها. ثم كانت
العطل ثم عيد العشاق. لم أُنهها، قال. ما زلت أحبّك، لمَ تركتني؟ قالت.
كان وقت صعب، قال، عمليتان جراحيتان أخريان في معصمي
وما زلت أتألم، سيكون عليهم كيّها
وفي الأثناء أحتاج إلى الحصول على عمل؛ إنني مفلس، قال،
وكانت تبكي وكان يقول أفكّر فيك طوال الوقت، أريد
أن أراك وقالت تعرف ما سيحصل عندها،
سيدمّر واحدنا الآخر ثانية وفي المطبخ
كان الإبريق المنسيّ ينفث البخار في الهواء بصفير
مدوّ سَمِعته أخيراً، يا إلهي عليّ أن أقفل، قالت، أحسب
أنك لم تغيّر رقمك لكن هل لي أن أحصل
على عنوانك الجديد؟ لم أنتقل، قال.
*
كيم أدونيزيو
ترجمة:سامر أبوهواش