علي ماجد: ليت بُكائي يُصاغ خاتماً

أشخاص:

1

في عُتمتي المكتظة بجنونِ الوهمِ.

ثمةَ صُراخ ينزف ولقاء لا يُفارق مخيلتي

مكتويةً هي الاطيافَ التي تعُج بيومي.

جنود حرب يدخنون الموت في صدري.

لا أعلم كم من الموتِ أمكِث كي أحيا في سماءِ قلبِها لسنين.

لأحلق دمعي بإصبعي ،

كي أنفض عيني.

لا أُريد سواء حلم عالق في بساتينِ الضياءِ يُغلق مايصيب رأسي بالخرابِ ويسرجُ أيامي بمسراتِ الأكوانِ السبع .

اللهم اني رددتُ مناجاة الوجع فلا تصيبني بالرماد أكثر .

أنا لا استطيع ان افتش في بقايا روحي التي غالباً ما تسافر الى سماء البعد.

2

هارباً على حافةِ النهرِ أغسل بصماتِ الحقد العاثر

وألعن العيش بحرارة حب مفقود ،

أخاطب النهر بشموع ٍباكيةٍ وأودع النهار بصرخةِ أم ملقاة على عربات دار العجزة ،

هكذا أمكث أوقاتي في عزلتي أنظرُ الى يسار صدري أمنيةً تغنى وتعزفُ بعطش روحي الذي مازال يرتوي كلما نطقتُ باسمها ، لحنها الماضي الذي خط سماء قلبي ببياض وجهها ورشاقة عيناها ، عيناها المسافات التي تشق ولم يصلها الجميع .إلا أنا فأنا احبك الدعاء الذي يوقظ العالم من أسره، أحبك الدعاء الذي يهمسُ لمناجاة طفل عالق في ولادتهِ. أحبك الصباح الذي يوقظ الجميع . أحبك الظهيرةِ التي ترخي الجميع، أحبك الليل و القمر والنجوم أذا تواعدوا فلا تقلقِ فأنا أحبكِ كل يوم

3

سمكةً في الماء تحلم كثيراً وتشق الماء بأنفاسها الأنيقة تعلم ما بين الماء وخارجه متسع للموت تتأمل كثيراً رغم أنها تعلم ما بين الأمل والواقع مصيدة كهربائية

4

ما ضاجعتنا رصاصات الغرب وسط شمس حارقة!!

باستثناء بساطيل الجنود وبدلات الحرب الممزقة، الحرب كانت تائهة بنا .

أخيراً جميعنا نُكوى بأخطاء الباعة المتجولين في بلدي المكفوف.

هذه الذكرى الثانية لمرسى الوجعِ.

5

يغتالني ظلام الليل وكوابيس الأحلام تتشظى في داخلي وجعاً، حامِلاً على كتفيِ ذاكرتي التي ربما تتلاش من زحمةِ أوجاعي لا أُريد أن ترحلِ كما رحل عني ضياء القمرِ وتركني في فمِ الظلام المرعب. فلم يتبقَ لي سوى ذاكرتي التي أصبحت مستقراً لهموم الراحلين

كل هذا وأنا ما زلتُ طائراً يتغنى بكلِ سماء الكون

لماذا غنت الأساطيرُ فرحكِ وأنا أتجول في سماءِ المدن العتيقة مكتظاً بذاكرة القبور المنسية وضجيج الموتى .خذِ ما شئت إلى ذاكراتي فهي ملاذي الوحيد والمفصل بيني وبينه ضباب العالقين في ركنِ المشفى.

6

لا تقولي وداعاً

ضعي كل شظايا الوجع على مرساتك الصغيرة

وقفي على حافة الطريق واصرخي :

لماذا يبقى القمر في الماء وهو عطش؟

لماذا تتكور كل حروف اللغة في فمي ،ولا اتكلم؟

لا تدعيني ارحل فوجودك الموت والحياة معاً .

كوني كما كنتِ سابقاً تلعنين الموت بتنهيدة حزينة

وتحرقين الحياة بضحكه رخيصة.

كوني كما عهدتك . أتعلمين كل الذنوب التي لم نرتكبها ،

تنادي باسمك حتى ذلك الطريق يغني باسمك.

لا تحزني يا حبيبتي فلازلتِ حمامة بلا اجنحة

تحلق بذاكرتي .

سنلتقي قريباً وتضعيني زورقاً بين نهديك ،

وسأغرق حتى العطش .

هذه الذكرى الاولى لمرسى الوجع .

زر الذهاب إلى الأعلى