ترجمة خليل كلفت
1
عشاء خفيف
عندما يصل غير المرغوب فى مجيئه
(مَنْ يدرى ما إذا كان فظا أو رقيقا)
ربما سأخاف.
وربما سأبتسم وأقول:
“أهلا بك، يا مَنْ لا مفرّ منك!”
نهارى كان سعيدا والليل قد يسقط.
(الليل بكل مفاتنه)
سيجد الحقل محروثا، والبيت نظيفا،
والمائدة منصوبة،
وكل شيء فى مكانه الصحيح.
2
قصيدة الموتى
غدًا، يوم الموتى،
اذهبْ إلى المقابر، اذهبْ، وحيدا،
واعثر بين القبور
على شاهد ضريح أبى.
***
خُذْ ثلاث وردات جميلة.
اجْثُ واتْلُ صلاة.
لا من أجل الأب، بل من أجل الابن:
حاجة الابن أعظم.
***
لم يبق منِّى سوى المرارة،
مرارة الحياة التى عشتُها
وما مِنْ شيء أريد، وما مِنْ شيء آمُل
وفى الحقيقة: رغم أننى هنا، فأنا هناك.
3
لحظة فى مقهى
عندما مرَّت الجنازة
خلع الرجال فى المقهى قبعاتهم
بطريقة آلية،
وحيُّوا الميت ذاهلين.
واستداروا جميعًا نحو الحياة
مستغرقين فى الحياة
واثقين بالحياة
***
لكن واحدا منهم كشف رأسه بحركة بطيئة متمهلة
وهو ينظر طويلا إلى التابوت.
كان هذا الواحد يعلم أن الحياة اضطراب شرس
وبلا غاية.
أن الحياة خيانة
وحيّا المادَّة التى كانت تمرّ
متحررة إلى الأبد من الروح التى انطفأتْ.
4
قصيدة مأخوذة
من مقال فى جريدة
كان چون تاستى حمّالا فى سوق فى الهواء الطلق
وكان يعيش فى تلّ بابيلون فى كوخ صغير بلا رقم
وذات ليلة أتى إلى بار 20 نوڤمبر.
وشرب،
وغنَّى،
ورقص،
ثم ألقى بنفسه فى بحيرة رودريجو ده فريتاس وغرق.
5
تفاحة
من ناحية أراكِ صدرا ذابلا
ومن الناحية الأخرى بطنا لا يزال حبله المشيمىّ
يتدلَّى من سرَّته
***
أنتِ حمراء كالحب الإلهىّ
***
بداخلكِ، بداخل بزور صغيرة
تنبض الحياة هائلة
بلا نهاية
***
وأنتِ تستلقين بكلّ بساطة
بجوار طقم أدوات المائدة
فى غرفة بائسة فى فندق.