بعيدًا عن الأسباب، علينا أن نركز في الطريقة الصحيحة للبكاء، وأن ندرك أن البكاء لا يصح أن يتسبب في فضيحة، ولا أن يهين الابتسامة بتشابهه الموازي والأحمق معها. يكمن البكاء المتوسط أو الاعتيادي في انقباض عام في الوجه، وتشنج مصحوب بدموع وأمخطة. الدموع والأمخطة هي نهاية البكاء، إذ ينتهي في اللحظة التي يسيل فيها المخاط بعنف. كي تبكي، عليك أن توجه خيالك صوب نفسك. وإن استحال ذلك لأنك من أنصار الإيمان بالعالم الخارجي، تخيل صورة بطة تأكلها مجموعة هائلة من النمل، أو تخيل خلجان مضيق مجالانس حيث لا يدخلها أحد، قط. حين تبلغ البكاء، غط وجهك برصانة براحتيّ يديك. عندما يبكي الأطفال يغطون وجوههم بكم قميصهم، ويفضّلون الجلوس في ركن ما من غرفة مظلمة. مدة البكاء، ثلاث دقائق.
ترجمة: أحمد عبد اللطيف