الموتُ ثلاث مرَّات (من الشعر الكردي) – كرمانج هكاري – ترجمة: بدل رفو

أشخاص:
بلدان:

رحل عنا الشاعر الكردي “كرمانج هكاري” في مطلع عام 2022م

هذه المختارت تخليداً لصوتهِ وحضورهِ

الحلم والسنابل

ذاك الرجل…
كرديُّ أصيل، ومشرَّد
ينافحُ البطالةِ
وكلّ يومٍ يموت
ثلاث مرات
ومنذ زمنٍ طويل
هو والفقر توأمان
وحين يُرخي الليل سدوله
وحين يحلُّ السهاد
ويكسو جفونه الكرى..
حينها ..
يحلم بالسنابل
أجل، إنَّه الآن ذاك الرجل بعينه
لا ينتفضُ
ولا يعتصمُ
ولكن! في نظراته
شعار الرَّفض ساطع.


فنان ولوحة

في الشرق المتوسط
المضمَّخ بالدموع والدّماء
فنانٌ..
رسمَ صورة طير الدولة
على لوحةٍ
وحين فرغَ منها
بكى…!
ورفّ بجناحيه وحلَّق
صوبَ الغرب
صوبَ الغرب.


صلاة الاستسقاء

شتاءً.. هذا العام
لا ضبابٌ يُقبل من سفح
وادي(قه شه فر)*
يتصاعد
ليهطل المطر
ولأجله يبتسم
سهل (دوبان)
لا الفقر ..
يهجرُ كوخ ( سيف الدين)
إنه الصباح..
الشمس أيقظت فلّاحي قريتنا
وأخذتنا صوب المِقبرة
لصلاة الاستسقاء..
ينادي فلاحٌ بصوتٍ جهوريّ
صوب الجموع
لا ندري لم نصلي؟
أللسقيا؟
أم للماء؟
أم للنور والكهرباء؟
أم للظلم والجور؟
أم لموت الخونة واللصوص؟
أم لقبر حرب الأخوة؟
لا ندري ولا ندري!

*قه شه فر: قرية تقع في جبل بيخير في سميل


الفارس المرتجل أبداً

ألِفَت الأسماكُ
ألّا تقع في شِباك صيادي
نهر (هيزل)
والقبح ألِفَ أيضاً
ألا يقع في فخاخ
الصيادين
ولكن..!
أنتَ أيا أيُّها الفارس
آهٍ وآهٍ
أصحيحٌ ما يرددون
بأنَّ الفارس لا يغدو مغواراً
حتى يكبو فرسه
لمراتٍ ومرات
ولكنَّك تسقطُ وتسقط
ولا أدري متى ستثبتُ
على متن (الكميت)
ولا تهرب صوب الحدود!


الكلمات تصومُ أيضاً

بالأمس ..
بعض الكلمات
التي قِيدتْ من رجليّها،
ولُفّت بالأسلحة والعتاد
كانت تُراودني،
تجوبُ مخيّلتي
وتُنادي:
بشعارات الوحدة
والاستقلال ..
وكانت هذه الكلمات
في تزايدٍ
مستمر ..
الكلمات صائمة ..
تلبس ثوب الحداد…
قررتْ ألا تُغادر
عزلتها!
حتّى أجعلها،
قصة
خاطرة
قصيدة
حينها..
قمتُ بزيادةٍ فتيل
القنديل
وصُغتها
قصيدةً حرة
أسميتُها…
الكلمات الحلوة
والثملة.


*نص: كرمانج هكاري
*ترجمة: بدل رفو

زر الذهاب إلى الأعلى