الساعات – عبدالله حمدان الناصر


في ساعةٍ متأخرةٍ من كل شيء

 أسمع نحيب الورد

على ورق الجدران

وأشمّ غبار إبريل

وهو يفلّي حصباء  قبرك القديم

إنها الريح

ومرة أخرى يا أبي 

لا أتبين صوتك

في كل تلك المنامات التي منذ ثلاثين 

أنا الولد السيء 

يحيق بي المكر 

وتتركني وحيداً يا أبي

بحياةٍ لا تشبه عينيك 

لماذا تركتَ لي الإبل 

وأخذتَ مني الصحراء؟

لماذا علمتني الصمت

ورميتَ ليَ الأوراق ؟

لمَ أقفلتَ دكان الساعات عليّ

ومنحتني كل تلك الساعات التي لم تبع

ولا يمكن تصريفها على الإطلاق؟

لماذا أنقذتَ الولد من حتفه مرتين

ثم متّ فجأةً بين ذراعيه؟

لماذا جئتَ بأولادٍ في الخمسين والستين

تبتلّ لحاهم كلما نظروا إلى الساعات؟ 

ليست القصة أنني لن ألتقي بك  

في الصحراء

في الصمت

في الدكان

في الليل

في الموت

إنني فقط ولدٌ سيء

لن أحصل على قبرك

ولن أعرف أبداً

كيف أبيع بدونك الساعات.


*نص: عبدالله حمدان الناصر

زر الذهاب إلى الأعلى