كمَنْ يحاولُ أنْ يلتقطَ صورةً أخرى للضَّحِك – فتحية الصقري

انتهى الحَفْلُ باكرًا 

لكنَّ صوتَ المُغنِّيَّةِ لمْ ينقطعْ

ظلَّ متَّصلًا

بكلِّ مَنْ غادروا

الرائحةَ

الضَّوْءَ

الملامحَ 

طقطقةَ الأصابعِ

ورنينَ الملاعقِ في الأطباق.

كلُّ شيءٍ كانَ حيًّا ونابضًا، حتى وقتٍ متأخِّرٍ، كمَنْ يرفض الاستسلام.

لكنَّ ما حدثَ للقواربِ، في اليومِ التالي، يقولُ العكس

لمْ يتمكَّن الصيَّادونَ مِنَ الوقوف

ولم تتمكَّن الأمواجُ من ضبطِ هيئتِها

كما لو أنَّها تحتَ نارٍ متَّقدة.

النهارُ أيضًا 

يتقلَّبُ بينَ الضَّوْءِ والعَتْمةِ

لا يستطيعُ الاستيقاظَ 

لا يستطيعُ النَّوْم

معذَّبٌ بشمسِ إلهٍ بعيد.

الأشياءُ تبدو مضطربةً

تملأُ المكانَ بصخَبٍ سِرِّيٍّ لا اسمَ له

الأسماءُ والكلماتُ بدَتْ كأنَّها أجراسٌ صغيرةٌ تعملُ بالكهرباء

بينما الضَّحِكُ مرَّ سريعًا

متفاديًا الاصطدامَ بأَحَد 

وكمنْ يحاولُ أنْ يلتقطَ صورةً لشيءٍ هارب

مددْتُ يدي لتلمَسَ وترى

لكنْ لم يحدُثْ سوى احتفالٍ بسيطٍ للاجدوى.

*نص: فتحية الصقري

زر الذهاب إلى الأعلى