قصائدُ حب إلى جيومار
(1)
لم أعرف
إن كان الذي تحملين في يدكِ
ليمونةً صفراء
أم خيطَ نهارٍ
يا جيومار
في خيوطِ الذهبِ
رأيتُ شفتيك تبتسمان لي
ماذا تعطيني؟ سألتها
ألزمن في فاكهةٍ
تقطفها يدكِ
من نضرةِ البستان؟
أزمن العشياتِ الساكنةِ الفارغة
أم الغياب الذهبي؟
أم لعلها صورة في المياهِ الراكدة؟
أمن جبلٍ لآخر محترقٍ
يرحلُ النهار؟
هل يكسر الحبُّ
في المرايا الباهتة
خيوطَ الغسق؟
(2)
رأيتكِ في المنام ، يا جيومار
وأنت ِ في بستانك
من تحتك ِ الأنهار
كنت ِ في بستانك ِ الذي
من زمن ٍ تحيط به قضبانٌ باردة
رأيتُ عصفورًا
يغني في العش وحيدًا
بنعومة على شجرة “الميس”
عند النهر المقدس ،
حيث العطش وحيث النبع
في ذلك البستان ِ ، ياجيومار
يولد بستانٌ آخر
من إتحادِ قلبينا
فتذوب أوقاتنا بعضها في بعض
ونعصر معًا
عناقيد الحلم ِ
في أقداحنا النقية
فننسى حكاياتنا المزدوجة
(الأولى عن رجل ٍ وأمرأةٍ
هما كالغزالة والأسد… جاءا يشربان معًا
والأخرى تقول :
ليس الحبّ ُ سعيدَ الحظ ّ
إنه وحشتان في وحشةٍ واحدة )
يفكر الشاعرُ فيك يا جيومار
والمسافة بيننا من ليمون ٍ ومن بنفسج
والحقول لم تزل خضراء
تعالي مع ، يا جيومار
سوف يلتهمنا الجبل ُ
من الأيكة إلى بستان السنديان
يتعب في مشيته النهارُ ، وقطارنا يمضي
يلتهم سكته مع النهار
ويتحرك الرتم إلى الظلِّ
ويفقد “الخوادامارا” لونه الذهبي
لأن أميرة ً وعاشقها يهربان معًا
وخلفهما يلهث القمرُ
ويختفي القطارُ ويدوي
في جسدِ الجبل ِ
الأرضُ عاقرٌ ، والسماءُ عالية
خلف جبال ِ الجرانيت
وجبال ِ البازلت
ها هو البحر واللا منتهى…
فنرحل معًا …إنها الحرية
(3)
أكتبُ لك من عربةِ القطار
في ساعةِ اللقاء الوهمي
حين يكسر المنحدرُ قوسَ القزح في الريح
ويتصدع حزنه على ظهر الجبل ِ
الشمسُ والأجراسُ في أبراجها القديمة
فيا لهذه العشية الهادئة والمنعشة
ويا لهذا المساء الطفولي الذي أحبه شاعرك
ويا لهذا النهار… نهار الصبا
أيام كنت ِ جسدًا
بلون الوردِ على الشاطئ…
*****
ترجمة : د. محمد قصيبات