1
تُرى، أتكونُ الغيمة
صورةً جماعية
لكائنٍ يخشى
أن يجفّ
قبلَ أن يحصي نفسه!
2
تخدعني
كثافةُ الليل
ها أنا
أخرجُ يدي
من النافذة
وأجَدِّف!
3
أن يدرّبَ الأيامَ على المشي.
تلك بهجةُ الذاهلِ عن غدِه
أن يأخذها في طرقه الصاعدةِ إلى الغيم
أوِ المنحدرةِ كالتعبِ المَحْض
إلى جروفِها النائية
تلك بهجته: أن يعبر الماء خفيفًا، لا مُوْغلًا
في مناماتِ الزنابق.
وأن يتبعَ الأثرَ الخفيّ، ذاهبًا كالندى
بطيئًا، متعرّجًا، وشحيحًا بالتفاتة
4
جَسَدٌ هائلٌ، هذه الأرض
لها زَفْرةٌ في قُلَلِ الجبال، وتَنهيدةٌ
في ما غارَ منْ روحِها والوِهاد.
حالكٌ، وقديمٌ حُزنُها.
فلا البحيراتُ تتذكّرُ ما أبكاها
ولا الأنهارُ بوسعِها -الآن-
أنْ تتعرّفَ الإصبعَ التي نكَأتْها مرّةً، واختَفَت!
5
مؤمنًا بالنظرة
وذاهبًا
في مساقطِ الضوء
كأنك بالانتباه
تُطيلُ عمرَ الشيء
وبالإشاحة، تسلبُهُ الخلود!
6
ما عساهُ
يكونُ الثلجُ
أهوَ الغيمُ قابضًا يدَه
على ما يَبْقى
أم الماءُ، أتعبَهُ الذهاب!
7
شَيْئًا فشَيْئًا
تَفْرَغُ منْ نفسِها الغيمةُ
حتى تَنْتهي – في سريرِ
رجلٍ مُسِنّ – مِلاءَةً مُجَعّدة.
8
في الداخلِ
مِبْرَدٌ منْ حجر
يَبْردُ الروحَ ببطء
هو ذاك
ما يصقلُ النظرَ
على صفحةِ المرآة.
9
أفهمُ صراخَ المنشار
حتى من جهته
لا يخلو الأمر من ألم.
*نصوص: علي عكور