قُل لي ما صوتُ قلبكَ حين يتكسَّر
أقل لكَ من أنت
مُنذ يومين سمعنا صوتَ دهسٍ
لا سيارة، لا طريق
فقط ضوءٌ أحمر ينبض
بأسى نَعوهُ: كان قلباً حَالماً!
جاري الذي كان يحبُّ من طرفٍ واحد
تعوَّد أن يكوي قلبه مع بنطاله
حاولتُ إقناعه أنَّها لم تخنه حين أحبَّت غيره
لكن صوت الشِّياطِ هزَّ خلاياي
البائعُ الذي مرَّ بجانبي
قلبه بملابس ممزقة وسيجارة في يده
يُنادي على بضاعتهِ بسعرٍ أقلّ
البنتُ الهادئة
التي تركب معي الميكروباص
تؤذي أذني كلَّ صباح
بُحَّ صوت قلبها من الصُّراخ
والمريض الذي بين يدي الآن
لا أستطيع إنقاذ قلبه
صوت النباح أطولُ من يدي
التي تخيط الجِلد
في غُرفة العناية المركزة
تزعجني أصواتُ أجهزة التنفس الصناعي
فكرتُ مرَّة في فصلها خِلسة
استمرَّت الأصوات
كانت القلوب كلّها غاضبةً من الوِحدة
قلبي حين يُحدّقُ عبر النوافذ
له صورة الركض في الريح
حين تعصره الشَّفقة
يَعوي بلا انقطاع
حين يستضيف الفرح
يرفع يديه الصغيرتين ويُهلل
حين يقضمه الحزن
لا تسمع غير السُّعال الجاف
حين يثقلهُ الحبّ
ترفعه قُبلات الماء وهو يَغرَق.
عضلاتُ صدري مُمزَّقة الأوتار من فرطَ العَزف
أصواته متفاوتة الحرارة تخبزُ عجيني
لا وقت للاختمار
ولا الشمس تُحرق وجهي
أطليه بالأنين
وأطوي اللونَ فوق اللونِ
ثم أغمضُ عيني
وأتحسَّس طَريقي إلى الأبيضِ البدائيّ
وصوتٍ وحيد
لطفلٍ يُناغي
*نص: ياسمين صلاح