1-
لقد عشت حياة بأكملها
أحاول أن أخبرك أن هذا ليس بحراً بل متحف للغرقى ..
و أن الحجارة أسماء يابسة و ثقيلة ..
حياة بأكملها و أنا أبحث عن كلمة لها رائحة البدء الغامضة ..
كلمة لها يد دافئة تصلح لأن نغلق بها عيون موتانا
ونجر بها عرباتهم في الممرات الباردة..
عشت حياة بأكملها
أكتب كمصلوب يقتلع المسامير من يده
و يعلق عليها صورا لقتلى حروب لا تعنيه..
فقط لأنه يظن بأنهم ، بطريقة ما،
أخوته
في الأسى ….
2-
انتهت الحرب
وعدنا إلى بيوتنا
محملين بكل شيء
بنياشين
وخسارات
برؤوس اعدائنا
ووصايا الرفاق الأخيرة…
بعيدون عن ساحة المعركة
الأمهات بانتظارنا
الامهات اللواتي لا ينمن
القاسيات مثل خشب البلوط
الدافئات مثل خشب البلوط..
على العتبة يقمن بتفقدنا
بأيديهن و أعينهن
كما لو أنهن يعرفن أننا
نعود ناقصين دائما من الحروب
ناقصين و باردين كأكواب زجاجية
“لا تعانقيني بحرارة
سأنكسر”
يقول جندي
“سأنكسر
مثل كوب زجاجي بارد
قمت بمعانقته بحرارة”..
3-
لا أعرفك
لكن كان عليّ أن أناديك
تماماً كما تنادي الأمهات أبناءهن
هكذا
بكل الأسماء.
4-
وعندما هدأت حروبنا القديمة
ابتكرنا لأنفسنا أعداء جدداً
ابتكرنا ساحات لمعاركنا
قطّاعاً لطرقنا
و ذئاباً لقطعاننا..
نحن الرّعاة
رعاة خوف الأشياء.
*نصوص: أسماء الرواشدة