اليوم، مرة أخرى
في سكون الليل
جدران، وأسوار حديدية
كما النباتات المتشابكة
لذا يمكنني ائتمانها على حبي.
اليوم، مرة أخرى
شياطين المدينة تتهامس
مثل كوكبة من الأسماك
هاربةُ من الظلام، المتكدس في أطرافي.
اليوم، مرة أخرى
النوافذ تعيد اكتشاف ذواتها
منتشية بعبق العطور المتناثرة
والأشجار، وسط البساتين الفقيرة
ملقية لحاءها.
والأرض، آلاف الخلجان
يستنشقون أضواء القمر المشوش.
اليوم،
اقترب مني
أنصت، إلى إيقاعات حبي الحزينة
كوقع أنغام الطبول الإفريقية.
أشعر
أعرف
أي لحظة هي الأنسب للصلاة.
النجمات الآن
هن العاشقات.
من مكنون الليل
من النسائم الأعمق، أتيت.
من مكنون الليل
بضفائري الكثيرة
وبطريقة جنونية
تعثرت
في راحة يديك، ومن ثم
قدمت لك الزهور الاستوائية.
تعال معي
تعال إلى هذا النجم معي
قرون مضت فوق تلك الأرض المتحجرة
والمقاييس عديمة الجدوى.
هناك، لا أحد يخاف الضوء.
فوق الجزر العائمة، أتنفس
أبحث عن حصتي من السماء
تلك المُتسمة بوهم العظمة
وأتفادى تفاقم الأفكار الشريرة.
ارجع معي
ارجع معي
إلى أصل الوجود
إلى المركز المقدس
والأصل الوحيد
إلى اللحظة التي خُلقتُ فيها منكَ،
أنا لم أكتمل منك.
الآن
على قمم نهدَيّ
الحمائم تطير.
الآن
على شرنقة شفتَيّ
فراشات القُبَل
يغمرها حلم الطيران.
الآن
محراب جسدي مستعد لعبادة الحب.
ارجع معي
أنا عاجزة عن الكلام
لأنني… أحبك
لأن “أحبك” كلمة
من عالم عقيم، قديم، ومكرر.
ارجع معي
أنا عاجزة عن الكلام.
في مكنون الليالي،
دعني أهب حبي للقمر.
اسمح لي أن أمتلئ
بحبيبات المطر الضئيلة.
بقلب بدائي
في حجم شيء لم يولد بعد
اسمح لي أن أمتلئ.
قد يكون حبي لكَ
مهد ولادة لمسيح جديد.