في ليالي الشتاء
يرى الموتى تصاويرَهم
تنزلقُ من النوافذِ الشفّافةِ لمحافظِ النقودِ،
ورسائلَهم محشورةً في صندوقٍ
مع الثيابِ المعَدَّةِ للتبرع.
…
لا أحدَ يتذكرُ نكاتهم
وعاداتِهم العصبيةَ
وخوفَهم من الأماكنِ المغلقة.
…
في هذهِ الكوابيسِ يشعر الموتى
بالضغطِ اللطيفِ للمَماحي
إذ تمسَحُ عظامَهم.
يستيقظون في هلعٍ
يقومون لأجلِ كأسٍ من حليب
فيبصرونَ القمرَ، والثلجَ النازلَ حديثاً
والأشجارَ العارية.
وربما يعِدّون شطيرةً من ديكٍ رومي
أو يتفرجونَ على التلفاز الذي
يبثُّ شاراتِ الإرسال
…
إنه حلمٌ على كلِّ حالٍ
وفي غضون أشهر
سيقدِّمونَ عقاربَ الساعاتِ
وسيعرفونَ حينَ ينامون
بأنَّ الأحياءَ
يتوجَّعونَ لأجلهم
ويعانونَ من وحدةٍ لا تُطاق
ولا يبالونَ بالجَمال.
في هذي الليالي يشعرُ الموتى
أنهم أفضلُ حالاً.
وحين ينهضونَ في الصباحِ
ويبصرونَ باقاتِ الزهور
أمامَ أسمائهِم
يبتسمونَ كعرائسَ خَفِراتٍ
يقولون : شكراً ، شكراً
لماذا أتعَبتُم أنفسكم؟
يقولونَها ولكن.. في رِقَّةٍ بالغة
فتبدو كهفيفِ ريحٍ ..
كشيءٍ لا يمُتُّ للبشر.
522 أقل من دقيقة