الكلبة التي في داخلي – كارولين كايزر – ترجمة الخضر شودار

و الآن حين نلتقي أنا و هو بعد كل هذه الأعوام

أقول للكلبة في داخلي، كفّي عن التكشير

فهو لم يعد عدوانيا كسابق عهده

مجرد صديق قديم يرفع قبعته ملوّحا بالتحيّة

” سرّني أن أراك”، نطقتُ

فيما انهمكت الكلبة في نباح هستيري،

هو ليس خصما الآن

فأين هي لباقتك، قلت لنفسي، و أنا أقول

“كيف حال الأولاد؟ هم حتماً كبروا”

ردّا على مجاملة منه، كما في ماضي الأيام البعيدة

غيّرت الكلبة من نبرة صوتها

تريد أن تدنو أكثر منه، أن تتملّقه.

اهدئي، يا هذه، ابتعدي

وإلا خنقتك بطوق السلسلة

” أنا بخير، بخير تماما”، قلتُ له

أخذ لعابها يسيل و انبطحت تتمرغ في تذلل على الأرض

فأنا في النهاية سيّدتها وهي بداهة مطيعة

هي تتذكر وحسب كيف كانت تركض

كل مساء إليه، كلما أحسّت بوقع خطواته:

كيف كانت ترتمي على قدمية وترنو إليه بتحبّب

حتى وهو مستغرق في جريدته:

أو مستنكف عن تعلقها الشديد، آمرا بأن تقبع في المطبخ

إلى أن يرغب أخيراً في الملاعبة

لكن ألطف لامبالاته

حين يكون قد استمتع بيوم رائع أو شرب كأسين

الالتفات إليها عندئذ، أهمّ

من الفظاعات اليومية و الإهمال

” جميل أن أعرف أنك بخير” قلتُ

لم يكن ممكنا أن يصطحبكِ معه:

كنتِ استعراضيةً بشدّة، ورعناء بشدّة

ليس كحيوانات أصدقائه الجدد، المهذّبة الأليفة

“أبلغ زوجتك تحياتي” ، قلتُ. كنتِ تتقيّئين

وأنا أسحبكِ من قفاك مردِّدة، “باي ، باي! لقد سعدتُ بلقائِكَ ثانية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى