ماري العذراء قتلت المسيح – ماجد الفهمي

قسم:
أشخاص:
بلدان:

神風 ، 神風 ، 神風

افتتاحية

لأنكِ وجهٌ تلفّع بالضوء 

‏و انداح فيه عبيرُ الخُزامى

‏تظلُّ ملامحكِ تُشرق

إهداء

إلى من أوهبتني اسمًا

إلى من ولدتني من يدِها 

إلى من أهدتني قدرًا جديدًا

إلى من جعلت منّي خُزامى

إلى.. ماريّا

إلى.. ماريّا

إلى ..ماريّا

يا واهبَ الأرواح،

نشوةُ الالتقاءِ على كفنِ الزهرةِ الأولى،

كيفَ لم نُدركْ هذا الموتَ؟

نفثَ الشيطانُ تمتمتَهُ،

براءةُ الضلال،

كنتِ أنتِ

معصيةَ الإله،

لا تَقرَبوا شجرةَ العُراه،

هبطنا على أجدافِ الهباء،

بهيئةِ خُزامى وظِباء،

وأنتِ أنتِ منّي،

وأنا منكِ،

نُعمّرُ هذا الخرابَ،

بمنجلِ الحقول،

نزرعُ وجودَنا الأوّل،

بذرةً بذرةً،

حتى تُنشدَ النخيلُ

ترنيمةَ الزهرة.

موسمُ الجفاف،

ها نحن ننشُدُ الخلاص،

نتملّصُ من أجسادِنا

التي كانتْ يومًا

هِبةَ المطر.

رقصَ الحلزونُ الوحيدُ

على ورقةٍ مكسورة،

وظلَّ هذا الوجودُ

يدفعُنا إلى الاندثار،

حُلمُ الخلودِ يتهاوى،

وأنتِ أنتِ أنتِ،

وجهُكِ الجافُّ والمُعتم،

كَسَرَ زُرقةَ البحر

بظلامِ الدمِّ وصريرِ الانسلاخ،

تغذّتْ عليه غربانُ الرحيل،

حزنًا يسيلُ من خَدِّ القُرى البائسة،

على شرانقِ المُنى،

يَنخرُ في أجسادِ الضحكات،

وإذْ بالرؤى تظهرُ،

مَن يدّعي النبوءَةَ عليه أن يتطهّرُ،

وأنا في المهدِ كنتُ عُشبًا،

لنسكنَ في ذاكرةِ الألم،

ونعودَ لصورتِنا الجامدة.

لن تستطيعَ يومًا

شجرةٌ معانقةَ الخُزامى،

وها أنا أذبلُ، وها أنتِ تذبلين.

رُوحي طُبعتْ على شِفاهِك،

ويَدُكِ هي من أخذتْني إلى الربيع،

وأنا

أنا

أنا

لم أُخلَقْ إلّا حينما عرفتُكِ.

الشجرةُ

التي كنتُ أُحبُّ رحلت،

ولم يَبقَ لي سوى الغروب،

يَطوي ظلّي،

ويتركني نائحًا على حافةِ الضوء.

أفتقدُ نفسي فيكِ،

وأفتقدُ روحَ الله،

سنُبعثُ على يديكِ

من طينِ المطر،

أنتِ… أنتِ

مُخلِّصةُ الظلام

من عبادةِ النور.

أيُّها الأملُ العذبُ

على غديرِ الضفّةِ النائية،

هذه السمكةُ عطشى.

والحُزنُ وحدَه

يَنشرُ الموتَ على جذوعِ الشجر،

وتتآكلُ الأغصانُ نحيبَ الوريقات،

هاتِ يديكِ

لنقتل هذا الموت.

من خلالِ وجهِكِ تتفتّحُ براعمُ الغابة،

ومن أصابعِ كفّكِ وُلِدتِ الأمهات،

وباسمِكِ فقط يا ماريّا

يَخشعُ النهر.

أنتِ امرأتي!

والشمسُ تعرف،

أنتِ شجرتي!

والعُشُّ المهجورُ يعرف،

وأنا أعرفُ أنّي دونكِ

لا أعرفُ نفسي.

أجهضَتِ القصيدةُ

على أفواهِ الغروب،

شمسًا لم تعدْ تُشرق،

وهذه السُّنبلةُ تستنجدُ،

العدميةُ تَهطُلُ مطرًا أسود،

وأنا أختبئُ تحتَ الذاكرة،

لم يعُدْ هذا الخوفُ مُرعبًا،

أتلاشى…

أتلا…

أت…

أ

________________

“أعرفُ يومًا أنكِ لم تحبي اسم ماريّا إلّا مني، 

وأعرفُ أيضًا أني لم أكره اسم ماجد إلا منكِ، 

لذلك أوهبتيني اسمًا. 

أنا خُزام أو خُزامي بياء تملكك، أنا زهرتك الخالدة.”

ماجد الفهمي

زر الذهاب إلى الأعلى