سأعدُّ خُطواتي – دعد حداد

أيُّها الدربُ المُوحش!
يا دربَ الحبِّ!
سأعدُّ خطواتي،
فالوحدة علمتني العدَّ.

***

أمي حملتني يومًا، وأنتَ،
أوقعتني يومًا،
بعينَيْكَ ذلك الألق المتوهِّج حينًا، والخافت حينًا،
سأعدُّ خطواتي..
فالوحدة علمتني العدَّ،

***

الحارسُ كان بالمرصاد..
عينان خبيثتان، ومنظار،
أسرعتُ قبل أن تخطئ قدمي،
قبل أن يهبط الليل، وحدي،
سأعدُّ خطواتي..
فالوحدة، علمتني العدَّ،

***

في العودةِ أمسكَ أحدهم بيدي،
خلف عينيه، اختبأتُ،
هنا دفءٌ، وأمانٌ،
سأعدُّ خطواتي..
فالوحدة علمتني العدَّ..
قلبي الخائف.. كان بائسًا،
ولكنِّي احتفظتُ به،
وكنت دومًا أقوى من ذاكرتي
كي لا أنسى..
أن أعدَّ إلى العشرة..
وحينما ضممتني إليكَ بحنوِّ طائرِ البطريق
تلعثمَ قَلبي..
قلتُ: واحد..
نظرت في عينيكَ تهتُ.. قلتُ:
إثنان، عشرة..


من: الأعمال الشعرية الكاملة (أنا التي تبكي من شدَّة الشعر) – دعد حداد

زر الذهاب إلى الأعلى