وأثملُ على شفيرِ الصّرخةِ: ممعناً في لغةِ الدمارِ ..دهورًا، وفي اليقظةِ الأولى أبارزه، من عينيَّ المتهدلتينِ: ذهولها المرسلُ: أشتتُ بين الخرابِ والصراخِ، إذ تطفو الأعالي، أشياءٌ: تهرولُ في الردمِ،
والسقوطِ- لهاثاً: جنائزياً ذا الترتيلِ، في اللغطِ، والخوفُ دوياً ممنهجاً، والحرفُ مُنتشِلاً غصتهُ : أين الصغرُ، طفولةٌ،
كنتُ أقولُ – قبل ذلك -: اغرزها في الضبابِ الأفولِ، يادمي اغرزها أساً: في العدمِ سأصيرُ العدمَ دماً، وقلت: احمي سقوطكَ، الآن:حفيفاً في الأصواتِ وخمودها: ريحٌ تحفرُ المكنونَ مكاناً، والزمنُ يضغطُ على ضلوعنا، وينفجرْ.
جاوزتُ استواءَ المدى وعيوبهُ الإنبثاقية: في كُلِ خفضٍ ورفعٍ وانحرافيةٍ، وكل تيهٍ، لترعشني بحقابٍ من الذاكرةِ تنبثقُ وهي جبال، جبالٌ تهاوت على جبالٍ في بريقِ الهدمِ والرتقِ والتيهِ، نثاراتٍ، تستنفِرُ أنوفُ المستغيثينِ، تحت الأنقاضِ لتقولَ: المدينة، تحتَ الأنقاضِ المدينةُ:أصابعُ مستغيثةٌ،
في كل ناحيةٍ، من كل ناحٍ، ويجمعُ أنقاضهُ بين أحداثها، والدمُ الشاحبُ سخوناً: على جلدهِ، والأشياءُ الطافيةُ، وينتشلهُ الدمارُ الآخرُ،بين إمعانِ القصيدةِ وهي تتكون عليهِ، تَنسِجُ صورهُ، وتسمي
وجودَهُ ال..جُنونا،الطفولةُ المتحدرةُ أشلاءَ، يرى تشطرها، في حنو الوقتِ على نفسهِ، يستَبطِأُ المشهدَ صمتاً: و عانقتِ الأحجارَ، الأثداءَ، السررَ، الروائحَ،
في خضِ الهلاكِ رامزاً للفوضى، وخلق اللاماهيةِ، تشكيل الماهيةِ العدميةِ: موتاً ناجزا، تَنحرُ نغماً محرراً بين عاشقينِ،
بعيدينَ في قربهما: مجردُ حفلةٍ من أكوامٍ وشظايا تفصلهما، وقد تعالت حتى السماءِ، بينهما شبرٌ، وعليهما ألفُ شيءٍ وشبرٍ، فأغني ليليَ، رعوباً مما يخبئهُ، وما أوقعهُ، وأرقب الجبالَ يَغسِلُ حطامها عريٌ مُفتت، سيجىءُ، يشرب دماً تخثَّر في الصمتِ، على شحوبِ الأيدي وزُرقةِ الشفاهِ والمحاجر الخاليةِ، والضحكاتِ المنحرفةِ في الخوفِ: لثغةً للقولِ، آخذاً برودةَ موتهِ، على هذهِ السلالِ
المشوهةِ، العيونُ محرومةٌ، تنتقي بين جنباتهِ تجاعيدَ الدَّمِ طافيةً
على الظلال، والكلُ طافٍ، السهو المغروزُ على الوجوهِ، طافٍ: وعالياً في التحريفِ، يُنجِزُ مهمهُ، والحلم ساهٍ، من ليلٍ كسرَ هدينا تدنوالسراويلُ من أقدامهن الباردة، وتحتفي بانفصالها وسقوطها الصامت، والوميضُ في التَتَابُعِ دكُ ودكْ.
حاشية:
١- َالمكنون: هو الخافي: أي أن المكانَ بخرابهِ تحتَ القصفِ الشديدِ، سيعملُ على إخراجِ المخفيِّ من أجسادنا
والمتخفي وراءَ الجلدِ، فيُبَعثِرَهُ ليجعلَ – منهُ – المكانَ مكاناً آخرَ: والزمنُ يعملُ على ذلكَ أيضاً، فهو مشتركٌ في الجرمِ، لأنَ الموجوداتِ جزء من الوجودِ، والوجودُ يزحفُ من خلالِهِ، لذلك تقولُ العبارة: والزمن يضغط على ضلوعنا وينفجر، فمعنى ذلك: أن ينفجرَ الزمنُ بنا ومِن خلالنا والأشياءْ، فالزمانُ والمكانُ مرتبطان.