في بلادنا،
المرأة التي تكتب الشعر،
يُنظر إليها على أنها سمكة غريبة.
كل رجل يَفترض
أنه هو الموضوع الذي تتحدث عنه
في قصائدها!
ولأن الأمر ليس كذلك،
فإنه يُمسي عدوًا لها.
وبهذا المعنى،
فإن سارة لم تجلب لنفسها الكثير من الأعداء.
لم تكن تؤمن بتقديم التبريرات،
قبل أن تغدو زوجة كاتبٍ فقير،
كانت قد أصبحت بالفعل
سِلْفةً لأهل البلدة جميعًا.
حتى أدناهم منزلةً
زعموا أنهم عاشروها!
وطوال النهار،
كان المثقفون العاطلون عن العمل في المدينة
يتجمهرون حولها.
حتى أولئك الذين لديهم وظائف،
كانوا يتركون ملفاتهم النتنة وزوجاتهم المرهقات
ليأتوا إليها،
تاركين وراءهم فاتورة الكهرباء،
ورسوم أطفالهم المدرسية وأدوية زوجاتهم.
فهذه هي هموم
البشر الفانين الأصغر شأنًا.
من الصباح إلى ساعة متأخرة من الليل،
تدور مناقشاتٌ ساخنة
حول الأدب والفلسفة وما يجري في الساحة.
وعندما يطرق الجوع في بطونهم الخاوية،
يشترون الخبز والبقوليات المسلوقة
بشكل جماعي.
كبار المفكرين
كانوا عندئذ يطلبون بالشاي
مُعْلنينها أمريتا برتام الباكستان. 1
سارة الساذجة
كانت راضية عن نفسها كل الرضا.
ربما كانت ثمة أسباب وراء ذلك.
فالمسؤولون عن مساندتها،
ما برحوا يغذّونها بقهوة كافكا
وبسكويت نيرودا.
وبسبب المجاملات الغارقة في اللعاب،
تسنّى لها أن تحصل على وجبةٍ واحدةٍ على الأقل،
كل يوم!
ولكن إلى متى؟
كان عليها أن تتخلص
من براثن الذئاب.
فضّلت سارة أن تترك الغابة نفسها.
وطيلة حياتها،
ظل المتمرسون في الفنون
يُرضعونها.
في دائرتهم
ولا تزال تُعتبر لذيذة،
لكن مع فارق واحد
هو أنّه لم يعد من الممكن أخذ قَضمةٍ منها!
بعد وفاتها
تمّت ترقيتُها
إلى مقام صلصة الطماطم!
***
هوامش:
1. أمريتا برتام (1919 – 2005) شاعرة وكاتبة هندية كانت تكتب باللغتين البنجابية والهندية. وتعتبر أبرز شاعرة بنجابية في القرن العشرين.
ترجمة: نزار سرطاوي