لقد ذهبوا وتركوا علاماتٍ – تور أولفن – ترجمة: جمانة حداد

  • مختارات للشاعر النرويجي المنتحر (تور أولفن):

اختفاء

أحاول أن أكتب أسرعَ
من الاختفاء
الذي يجتاحني.

بلی.

هو يغلّفني بالثلج
حياً. الشمس

صغيرةٌ صغيرةٌ، لكنها
تأكل كل شيء.

عيناي
أضعف
من أن
أعيش.



بئر


أقع
وأقع
في بئرٍ
داخلي،
متجاوزاً طبقةً
وراء طبقة
مدناً مدمّرة
حيث ليس ثمة سوى حارسٍ
نائم،
متجاوزاً بيوتَ
ما قبل اللغة
والمغارةَ التي تحمل بصمة
اليد الأولى: يدك.
أقع. اقع.
لستُ
بلا قاع
ولكن حتى القاع
يقع. والوقوع
يقع. ولن يكون
لأحدٍ
سوى الموت
الكلمة
الأخيرة.



هذا البيت

هذا البيت
ينبجس من الأشجار
ومن شبه المستحيل
تمييزه.

مساءً، ثمة نورٌ
في الداخل، ولكن عندما
تلجه،
لا أحد.

هذا البيت

ينبحس من الأرض

ومن شبه المستحيل

تمييزه.

مساءً، تسمع فيه أصواتٌ،
ولكن عندما
تلجه،

لا أحد.

هذا البيت
ينبجس من الجبل
ومن شبه المستحيل
تمييزه .

مساء، يظل خالياً ومهجوراً
ولكن عندما
تلجه،
فإنما لكي تسكن فيه
إلى الأبد.



ذهبوا

بعيونٍ مغمضة، الكتابة الثلجية
لن
تُقرأ.

العروق في راحة اليد،
الإشارات،

لن
تُفكّ
رموزها.

لقد ذهبوا. وتركوا أيضاً
علاماتٍ،
هؤلاء اللا
حاضرون.


القلب

القلب
يصغر
حدّ أنه
ما عاد
يُسمَع،
حدّ أنه
ما عاد يُرى،
هناك في البعيد
هناك حيث لا تُسمع لا تُرى
طيور النورس أيضاً.


شجرة جوفاء

آثار عجلات،
طرق عربات.

لقد ذهبوا

إلى هناك، لا
نعرف لماذا.


الحصان أيضاً اختفى هناك حيث
الدرب اختفت،

الآن

هو يشبه شجرة جوفاء.
العجلات، هي،
تعود

على آثارها، تُلامس
أطراف أصابعي

عندما أمدُّ
ذراعي،
وتدور.


* نصوص: تور أولفن
* ترجمة: جمانة حداد

زر الذهاب إلى الأعلى