حبيبي يكره التكنولوجيا
ويكره اضطراره إلى استعمالها: الهاتف
والمايكروفيلم، مكيف الهواء وراديو السيارة،
وبالطبع إرسال فاكس من وقت لآخر.
يتمنى لو أنّه يُعيش في العالم القديم،
يَجلس مثلاً على جذع شجرة ناحتاً ملقط غسيل أو ملعقة.
يُحلم لو كان خيطاً في جيب جده الأكبر،
لو يُولد من جديد حاجاً أو فلاحاً يعزق الأرض.
حبيبي يذهب من وقتٍ لآخر
في نُزهة إلى التلال وراء منزله،
تُرافقه کلابه مثل سفن بخارية بطيئة.
يفرح هناك بهبوط الشمس البطيء البسيط،
وبالآلية المعقدة لجسدهِ الخاص.
وكنتُ سأحبه في أيّ حُقبة، في أيّ عَصرٍ مُظلم.
كنتُ أخذته إلى الغروب وطرحته هناك،
ومسَّدتُ شعره وجعلته يَجثو على ركبتيه.
لكن كما هو واقع الحال اليوم، في نهاية القرن العشرين،
ها أنا جالسة على كرسي المطبخ
أضعُ المفاتيح في حُجري،
وأضغطُ على الزرّ الأسود في المُجيب الآلي
مصغية مرَّة بعد مرَّة إلى رُسالته.
صوته يأتيني عبر الشريط الممتدّ خارج نافذتي
حيث تَجثم عَصافير وتُحملق إلى الشارع في الأسفل،
وأفكر أنَّني حتّى في المُستقبل البَعيد، وفي الكون الأبعد،
كنتُ سأميّز صوتَه الواهِن
كضوءِ نَجمةٍ صَغيرةٍ مَجهولةٍ.
*نص: دوريان لوكس
*ترجمة: سامر أبو هواش