يؤلمني الجرح الذي خلّفتْه حسكة في فم سمكة أفلتت الآن من صياد على جزيرة قرب الاكوادور
يُبكيني جندبٌ عالق تحت غصن جُمّيزة في أدغال زيمبابوي
ترهق كاهلي حبة أرز مبلولة تجرُّها نملة يافعة في حقل قرابة شنغهاي
تندلع في حنجرتي صرخة ماموث كهلٍ منذ العصر الجليدي قبل أن يموت غائرًا في جليد سيبيريا
أنا نزعة الأمل التي تنبت في قلب ذاك المُسنّ والدود الشّره الذي ينتظر جثته
أنا ذلك الزاهد الخارج للتو من دار العبادة والشهوة التي تتأجج في دمه الحار
أنا الخَضار الذي يلمع في أول الغصن واليباس الذي يعتلي آخره
أنا الفرائس كلها والفكوك المطبقة الجائعة
أنا الأسواط والظهور العارية قبالة الشمس
أنا السكاكين التي تقطر دما والرقاب المحزوزة
أنا الدموع الذي تنحدر من عيون الثكالى والبنادق التي تتأهب خلف التلال القريبة
أنا تلك الأفواه التي تتضور عطشا والأثداء المتهدلة التي تختبئ جيدًا
أنا البراءة التي تأتلق في وجوه الأطفال العائدين من العيد والطائرات النفاثة التي تلقي القنابل وتلفظ الحمم
أنا الخارج من كل رحم
والداخل في كل قبر
أنا الموغل في كل غور
والحالّ في كل جسد
أيها الناس
أنا معكم أينما كنتم
إنني قريب جدًا
قريب بفداحة
أنا هنا فيكم
أنا في الداخل والخارج
قريبا من النفَس الساخن
من النبض الخافق
عميقًا في اللحم المكنوز
محاذيًا للجلد المتكشِّف
أنا هنا خلف الرؤوس الغافلة
تحت الأجفان الواسنة
ها أنا ذا أتحسس أجسادكم العارية
مساماتكم الفاغرة
وأعرف ما لا تعرفون
ها أنا ذا أتدفق في كل قلب
أنمو في كل عظم
وأقبع في كل خلية
أيها الناس
إنني أقرب مما تتصورون.