ماكتبه برتولت بريخت عن الفاشية الهتلرية ينسحب على كل النظم الشمولية القمعية بالرغم من الاختلاف في المسميات
فالرعب والارهاب هما السمة المشتركة لكلها.
**
(1)
سألوا مسافراً أجنبياً
عاد لتوه من الرايخ الثالث
عمن يحكم هناك فـأجاب : “الخوف”.
(2)
خائفا ..
يتوقف المدرس عن الكلام
وهو في خضم النقاش ويلتفت شاحب
الوجه نحو جدران الصف الرقيقة. المعلم يمضي ليلته مسهدا
يفكر بكلمة غامضة قالها المفتش.
صاحبة دكان البقالة العجوز تضع اصبعها
على شفتيها لتحبس كلمة ساخطة بصدد رداءة الطحين.
بخوف ينظر الآباء والأمهات الى الابناء نظرتهم الى وشاة.
وحتى المشرفون على الموت يخفضون الصوت المكتوم
عندما يودعون ذويهم.
(3)
لكن ذوي القمصان البنية * يخافون ايضا
من لايرفع ذراعه عاليا
ويرهبون من يرد التحية بكلمة “صباح الخير”*
زعيق الآمرين مشبع بالخوف
كقباع صغار الخنازير الي تترقب
سكين الجزار.
وخوفا تتصبب عرقا المؤخرات الجاثمة
فوق كراسي المكاتب
(4)
لماذا كل هذا الخوف
من الكلمة الصادقة ؟
(5)
نظرا لقوت النظام العاتية
ولمعتقلاته ولما عنده من اقبية للتعذيب
وشرطة متكرشين وقضاة خائفين ومرتشين
ولبطاقات وفهارس قوائم باسماء المشبوهين
تغص بها حتى السقف
غرف بناية بكاملها…
نظرا لذلك كله كان يظن ان النظام لا يخاف
كلمة صاقة يقولها انسان بسيط.
(6)
لكن ” رايخهم الثالث ” يذكر بقلعة “تار ” الاشورية
التي ‘كما تقول الاسطورة ‘ما استطاع جيش اقتحامها
غير انها تهاوت ترابا بكلمة مدوية واحدة..
نطقت بداخله.
____________
• *ألون القمصان التي كانت ترديها احدى فرق التنظيمات الفاشية شبه العسكرية
*
ترجمة : د. ممتاز كريدي