علمتني أمي هذه الحيلة: لو أنك كررت شيئًا مرارًا ومرارًا، يفقد معناه.
على سبيل المثال: “الواجبات المنزلية، الواجبات المنزلية، الواجبات المنزلية، الواجبات المنزلية- أرأيت؟ لا شيء.
قالت: حياتنا أيضًا كذلك. تشاهد الغروب يوميًا فيصبح مجرد الساعة السادسة. ترتكب الخطأ نفسه كثيرًا حتى تتوقف عن تسميته خطأ. لو أنك فقط “استيقظت، استيقظت، استيقظت” يومًا ما ستنسى لماذا. كان عليّ أن أعرف: لا شيء يبقى للأبد.
وأنا في السابعة انفصل أبواي. قبل شجارهما الأخير أرسلاني إلى بيت الجيران، مثل رائد فضاء ينفصل عن المكوك. حين رجعت، كان منزلنا خاليًا من الجاذبية. تخيلت الأمر كما لو حدث بشكل عارض: حين غادرت، همسا “أحبك” وكرراها مرات كثيرة، حتى نسيا معناها. “العائلة، العائلة، العائلة، العائلة”..
بعد طلاقهما بفترة وجيزة، عانيت من التلعثم. القدر معلم قاس وفعّال. والتلعثم لا فكاك منه، تشعر بمعنى كل كلمة يجرجر نفسه من حنجرتك “ا- ا- انفصال”. التلعثم قفص مصنوع من مرايا، كل “ماذا قلت؟” كل “لا عليك، خذ وقتك” كل “هيا، انطقها!” هو انعكاس صارخ لوجود لا يمكنك الهرب منه. كل لحظة بشعة تواصل التعثر في بوحها مرة بعد مرة بعد مرة، حتى تعلق هناك في وسط الغرفة، كما لو أن ما كنت تنتوي قوله عديم الجاذبية.
أمي، أبي:
لم أعد مسرفًا في كلماتي، حتى الآن بعد مئات الساعات من محاولات التغلب على تلعثمي، لا زلت أشعر بمخلب المعنى منغرزًا أسفل عنقي. أنصتا إلي، سمعت أنه حتى في الفضاء يمكن أن يسمع تقطع كلمة “أ- أ- أ.. أحبك”.
– ترجمة:ضي رحمي.