ما أكثر العزلة في هذا الذهب.
قمرُ لياليكِ ليس القمر
الذي رآه آدم الأول. فسهادُ
البشرِ الموروثِ الطويلِ ملأه بدمعٍ
أثريٍ قديم. انظري إليه. هو مرآتك.
***
منذ البدء كان الحقل ينتظر. وراء شجر الدرّاق، قريبا من الينابيع، حصان أبيض عظيم بعينين نائمتين يأخذ، كما يبدو، الصباح كله. العنق مائلة مثل منمنمة فارسية، الهلب والذيل يهشان. مستقيم و متماسك بمنحنيات طويلة . أذكر سطرا غريبا لشوسر: حصان “حصانيٌّ” جدا. لا يمكن أن نقارنه بأي شيء و ليس على مقربة منا تماما، لكننا نعرف بأنه رفيع.
لا شيء الآن سوى منتصف النهار.
الحصان هنا و الآن : شيء ما مختلف، لأنه أيضا حصان في حلم الإسكندر المقدوني.
***
على مدار أجيال
أشاد البشر بالليل.
في البدء كان مجرد عماء و نعاس،
أشواك تخز القدم الحافية
و خوف من الذئاب.
لن نعرف أبدا من ابتكر الكلام
لحيّز الظل
الذي يفصل بين غسقين:
لن نعرف في أي زمن كان علامة
في فلك النجوم.
آخرون سينتهون إلى الأسطورة.
[……]الآن نشعر بأنه لا ينفد أبدا
مثل خمرة عظيمة معتقة
لا أحد يستطيع أن يتأمله دون أن يعتريه دوّار
و قد ملأه الوقت باللانهائي
أو أن نفكر بأنه لم يكن له وجود
لولا إلحاح هاتين الأداتين، العينان.
ترجمة: الخضر شودار