دُموع – فرناندو بيسوا

الله خلقني لأكون طفلاً،

وأبقاني على الدوام طفلاً

لكن لماذا جعل الحياة تعاملني بسوء وسلبني اللعب،

ثم تركني وحيدًا مع تسليتي،

أعصر بيدين واهنتين جدًا المنديل الأزرق المتَّسخ للدموع المستديمة؟

إن كنت لا أقوى على العيش إلّا مداعَبًا،

فلماذا ألقوا بحبي جانبًا؟

آه، كلما رأيت في الشارع طفلاً يبكي،

طفلاً مبعدًا عن الآخرين، تألَّمتُ بكلّ الرعب المتهور لقلبي المستنفد.

أتألمُ بكلّ قامة الحياة المحسوسة،

واليدان اللتان تلويان طرفي المنديل، يداي،

والأفواه المعوجة بالدموع الحقيقية أفواهي،

والضعف ضعفي،

والعزلة عزلتي،

وابتسامات الحياة الراشدة التي تمضي

تستنفدني مثل أضواء فوسفورٍ

مفروك في النسيج الحساس لصدري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى