البطل في روايتي لم يتوقف عن الجري؛ يتمنى اللحاق بالجنة. يحاول أن يتخطى قلقه الدائم من الموت ليصل إلى الأزل؛ السراب يدفعه لمواصلة الجري من جديد، كذلك السراب الذي يدفعني لمواصلة الكتابة إليك.
طيب.. أنا مت.. هل تفتقدني أنا ورسائلي؟هل لاحظت الفارق الذي كنت أصنعه في بريدك الوارد؟ ما الذي ترغب في إثباته لي عندما تتصامم عن رسائلي؟ تريد أن تقنعني بمشيئتك؟ ..عذراً.. ليست هذه وسيلة مناسبة لإقناعي.
موتي ألهمني أسرارا سأحملها لك. أخبرني أن الحياة تحب الآيس كريم ومخفوق الكريمة وأنه أيضا يفضل مخفوق الكريمة، لكن لا أحد يقدم له شيء سوى القهوة المرة، أنا سأقدم له مشروب الشوكولاتة المثلج وأقول له: هاي أفتقدك جدا ….هيا لنحكي معاً – مع الله –
ها أنا جئت إليك من باب متسع وأغلقته خلفي حتى لا يأتي غيري، ألن تسمح لي ببعض الوقت، أنا لن أتحدث كثيراً، فالموت ينتظرني في الخارج لم يقو على مصاحبتي إليك.
سيذهب للبحث عن ضحية جديدة إذا تأخرت، وأنا لا أرغب في فقدان رفقته من جديد.
أخبرني زوجي إنني سأموت وحيدة، لا أحد سيسير في جنازتي أو يحمل نعشي، سيتجاهلون خبر موتي كما أتجاهل أنا أخبار زواجهم وطلاقهم أو مرضهم، من يرغب في الصخب عند الموت، ليتركوني وحيدة بجوار جدار متهدم وأنا لن أملّ من وحدتي في الموت. هل مللت أنت من وحدتك الأبدية؟
الباب الذي كنت أظنه متسعا لم يوصلني إليك، وموتي سيتجاهلني من جديد ويضعني في (الريسايكل بين) في انتظار أن تقبلني، حتي يعيد تحميلي من جديد في المكان الصحيح.
وحتى تنفتح أبوابك، بطل روايتي لن يتخلص من لعنة الجري وراء السراب.