أهلاً ..
كيف الأحوال؟ صغيرتي لا تنام الا بعد أن تتحسس الحسنة الناتئة في ذراعي، تجذبها وتضغط عليها بأصابعها الصغيرة، لم أكن أشعر بها من قبل، لكنها ال’ن تؤلمني أغلب الوقت، الصغيرة لم تقتنع بعد أن أصابعها الصغيرة مؤلمة ولا ترغب في استبدال حسنتي الناتئة بأذني أو أصابعي، لكنها ترغب في قطة، نعم تحلم بالقطة كل يوم.
تحكي لي عنها حتى يغمرها النوم، القطة الصغيرة التي تنام صباحاً أسفل السيارة، وتقول دائماً “أوطة نامت”.. القطة تسكن أسفل السيارة وترى السيارة غيمة تحميها من الشمس أو الأمطار ومن برك المياة المتناثرة في الشارع الضيق، وهي تحلم بفيونكة حمراء لامعة على رأسها الأبيض الصغير، حتى تكون جديرة بالتواجد في حلم ملون لطفلة تشبه حلوى المارشميلو.
القطة رفضت اليوم أن تتحرك من على موتور السيارة؛ كان دافئاً والأمطار كانت تخيفها، لكن السيارة لفظتها وقذفتها داخل الحفرة العميقة التي تقع أسفل باب المشفى الكئيب. في المشفى كان لها مكان في ركن الغرفة بجوار الحائط المتآكل طلاؤه.لكنها لم تجد رداءً صغيراً يناسب حجمها الضئيل. البلاط كان بارداً وصوت الرعد كان يخيفها مع اقتراب الممرضة الصخمة منها ومحاولاتها المستمرة في ركلها لتنزاح عن طريقها.
في الركن البارد لم تستطع أن تستجمع نفسها من جديد لتأتي في الليل إلى حلم صغيرتي، التي لم تكف عن التشبث بحسنتي الناتئة ولم تسمح لي بتغير وضعية نومي طوال الليل.
لم أستطع أن أكتب رسالة لك اليوم؛عقلي منهك وعيني تؤلمني وصغيرتي تفتقد القطة الصغيرة تماما كما أفتقدك.
المخلصة ..سارة