الألم ينتظرني على أطراف الذاكرة، فوق خط العانة مباشرة.
عقار الديكساميتزون يكمل رئة صغيرتي التي تسبح في رحمي، كيف ستنبت لها رئة صغيرة قبل موعد التفتح، وأنا لا أجيد حساب أشهر الحمل وفي كل مرة اخطئ في العد، الطبيب لم يهتم بخوفي، وأخبرني أنه مسافر لحدث ما، هلا أخبرتني أنت، كيف ستعمل الرئة الصغيرة وتتنفس في حال انفجرت أنا كقنبلة ملقاة أسفل كرسي في الباص؟.
في الباص كانت الحقيبة تثقل كتفي فتركتها على الكرسي المجاور، الديناصورة الأم كانت تنظر لحقيبتي الممتلئة بالشوكولاتة، وهي تقطع نتفاً من السحاب وتضمد جرح صغيرها، فيمتلئ السحاب بالدم، ويغرق الباص أكثر في دموع الوحش الصغير.
الدموع تغمر أرضية الباص والشوكولاته تطفو من حقيبتي المخبأة، الديناصورة تجمع الشوكولاتة الطافية وتحشرها بين فكي صغيرها المجروح ليتوقف عن البكاء.
عندما أنفجر ستسبح صغيرتي في دموع الديناصور الصغير، ستنفصل عني لترضع الحياة من الديناصورة الأم التي لن تخبئ لها نصيبها من قطع الشوكولاتة في رف الثلاجة الصغير، حذائي مبلل من دموع الوحش المجروح وأسفل الكرسي لم يعد دافئاً كما كان؛ هجرته النملات الصغيرات وتسللن إلى بطني بحثاً عن بعض الدفء، سأنفجر الآن وتخرج صغيرتي، وتظنها النملات قطعة سكر، فيأكلنها.
على الكرسي أجلس و أنا أمارس عاديتي المفرطة، أتأمل خيوط الجينز ورباط حذائي المبتل وأحاول إقناع نفسي بالتوقف عن كتابة الشعر الذي لم يعد يتدفق داخلي، يبدو أن الصغيرة بداخل رحمي تمنعه من التدحرج في مساراته، أو أنها لا تحب الشعر.
ربما أدركت بحدسها الصغير جداً أن مراسلتك ليست ذات جدوى، فأحبت أن تخبرني بذلك، لكني لم أفهم رسالتها أو تجاهلتها مثلما تتجاهل أنت رسائلي .
الخط الوردي الذي سينفتح مجدداً لتخرج هي منه بدا متعرجاً وطويلاً الآن كطريق ملتو تنهكه عجلات السيارات، والكرسي في الباص لم يعد مريحاً بعد انتهاء النمل من التسلل إلى داخلي لينام قليلاً بعد أن أنتهى من تخزين فتات الشوكولاته القليل ليضمن طعام الشتاء. الديناصورة الأم ضمدت جرح وحشها الصغير بكل السماء؛ ولم يعد هناك سحب تكفي لتضميد جرحي أو حماية صغيرتي من برد الستاء.
الشتاء مناسب أكثر للنوم وممارسة التثاؤب في أوقات الفراغ، أفتح فمي عن آخره لكن الشعر لا يجيء وطلاء الأظافر لا يجف ومشاعري لا تتغير نحوك.