مواربِة ضلفتي النافذة علي الحديقة.
مضت الساعة بطيئة، ناعسة
و هي، التي كانت صاحية، نامت
علي ذاك الصوت الذي أخذ يشكو
يشكو في أعماق تلك الحديقة
فقط لم يكن سوي صوت الماء علي الصخرة:
أحيانا، أحيانا يـُــسمع!
ذاك الحب وتلك الساعة في تلك الحياة
يغرق الجميع كما في موج أبدي
تتلاصق، الجثة والصخرة
وهي، تطرح ألمها في السبات
الألم شديد، و النوم جـِـدّ خفيف!
في ضوء أبريل الساطع كثلج
صار فاتراً. عليها يقيناً
أن تعاني، بغموض، حتي في النوم
في عمق النوم تظهر العلّة
التي تفترسها. يصفـّـر الوجه
رويداً رويداً: الفم يذوي
مع أنفاسها؛ علي خدود ملساء
يرتسم ظل … أواه يا ورد؛ إنها علّـتـك:
ورد الشمس الجديدة، وحتي ورد الأمس،
كانت تشــذ ّبه وردة وردة وفي أثناء ذلك
تعبت قليلاً، وفي أثناء ذلك
الماء يأتي علي ذات الصخرة حيث غرس اليوم
اليوم الذي قارب الانقضاء، حتي بالأمس!
ي لم تعد صبية. أزهارها
الأخيرة تفتحت عند حبها الأول الكبير
كان نشوة جنون وألم.
في قلبها الخفيّ كانت صرخة،
بعنف تهتف: انقضي الصبا! انقضي الصبا!
هي لم تعد صبية. صار
الشـَـعر منها علي الصدغ أبيضَ أو كاد؛ وشـَـعرها علي الجبهة تباعد قليلا. الهجر
جعل منها راضخة ساكنة، الهجر
يظهر يديها كأنها ميتة، تقريبا.
ولا حراك يــُـجري الدم
في أطراف الأصابع!
النوم يقودها عبر الحياة
تري في المنام نفسها وقد عادت صبية من جديد
المحبوب الذي لن تراه أبدا
موارِبة ضلفتي النافذة علي الحديقة
مضت الساعة بطيئة، ناعسة
لا شيء يغـرّد، لا ضوء ينطفئ
سوي ذاك الصوت الذي يشكو هناك
الذي يشكو في أعماق الحديقة.
*
ترجمة: رمضان جربوع