لا شيء تغير
الجسد يتألم,
لا بد له أن يأكل ويشرب ويتنفس الهواء وينام
جلده رقيق وتحت الجلد دماء
لديه الكثير من الأسنان والأظافر
العظام هشة,والمفاصل مطّاطة
كل هذا يؤخذ بعين الاعتبار في التعذيب
لاشيء تغير
الجسد يرتجف,كما ارتجف قبلا
قبل إنشاء روما وبعده
في القرن العشرين, قبل وبعد الميلاد
التعذيب كما كان,الأرض فقط صغرت
وأي شيء يحدث هنا,كالذي يحدث خلف الجدار
لاشيء تغير
كثر الناس فقط.
إضافة للذنوب القديمة ظهرت جديدة,
واقعية,ملفقة,آنية,غير موجودة.
لكن الصرخة التي يدفع بها الجسد الثمن,
كانت,وهي,وسوف تبقى صرخة البراءة,
وفق المقاييس واللوائح الأبدية
لا شيء تغير
ربما فقط التصرفات,الطقوس,والرقصات.
حركة اليدين وهما تحميان الرأس
مع ذلك بقيت على حالها
الجسد ينكمش,يجاهد,يتمزق
يسقط منهارا,يضم ركبتيه
يزرق,ينتفخ,وينزف
لاشيء تغير
عدى جريان الأنهار,
تعرج الغابات,السواحل,الصحاري,وأنهار الجليد
وسط هذه المشاهد
تدوّم الروح,
تختفي,تعود,تقترب,تبتعد,
غريبة عن نفسها,صعبة المنال,
مرة مؤكدة الوجود,ومرة غير مؤكدة
في حين يكون الجسد موجود, موجود, موجود
ولا ملاذ يلجأ إليه
*
من ديوان:أناس على الجسر
ترجمها عن البولونية:فهد حسين العبود