نصحني الروميُّ بأن أبقيَ روحي
عاليةً في أغصان شجرة وألّا أسترقَ النظرَ
بعيدًا، فحفظتُ روحي في الصفصافة
الطويلة عند حفرة الريّ النائية،
مكانٌ آمنٌ لئلّا تلوّثَها
ثقافةُ الجشعِ القذرةُ واغتيالِ الروح.
ينسى الناس أنّ أرواحهم تختنق بسهولة
لذا يجب أن يستودعوها أغصانَ شجرةٍ عالية
حيث يسعهم نداؤها في أية لحظة.
يستحسن أن تكون في الخارج إذ يصعب على الأرواح
أن تلج البيوت أو البنايات أو الطائرات.
في نيويورك اعتدتُ أن ألتقي روحي أمام
قفص الغوريلا في حديقة حيوان الأطفال في سنترال بارك.
لم تكن لتأتيني في فندق ذا كارلايل، لقد كان فاحشَ الغلاء
على ذوقها. وفي شيكاغو
لن تدخل ذا دريك رغم أنّني أستطيع رؤيتها
من النافذة تُحوّم فوق سطحِ
بحيرةِ ميشيغن. الروحُ- فوق أيِّ شيءٍ آخرَ-
يجذبها التواضع. لو نمتُ
في الشوارع لباتت تحت لوحِ الكرتونِ معي.
ترجمة: سلمان الجربوع.