فيديل سبيتي – أشجار الرأفة

افتح النافذة
دع الأشجار تدخل
تتعشّق في الزوايا
تتعرش في السقف وعلى البلاطات الشاحبة
تعال من حيث تكون
اترك قلمك
افتح النافذة ودع الأشجار تدخل
وأطعمها
ربّت على أوراقها
خذها في حضنك وقل لها انك تحبها
الأشجار
الأشجار
الأشجار
دعها
إلى المرحاض
إلى المكتبة
إلى طاولة الجلوس
دعها تواسي خشبا منزوعاً عنوة كان قريبها
ولك أن تتسلق
أن تغفو فوق غصن منها
أن تأكل أوراقها
لك أن تضمها طوال الليل
لن تتأفف
وستحسبك شجرة مثلها
تركها أهلها في الأرض ورحلوا
عُدْ الآن
الأشجار تطرق زجاج النوافذ
تنتظرك
مذ صرت تمثالاً من الإسمنت
وتريدك قريباً منها
لأنها مثلك
عاطفية
ومقبلة على الموت

سيرة
الحياة جميلة
أيها المكتظ بالشعارات
والأفلام الإباحية
أيها المهجوس بوحدتك
وكأن سيرتك أبقى من سيرة
كافكا

وهن
في الكهرباء يسيل العسل
وفي دموعك
أرق سنوات قديمة
الأبنية المصطفة كتفاح الأشجار
لا يأكلها الدود
وحدهم البشر أقرباؤك
يتقهقرون
عند اقتراب
ضوء الصباح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى