هدنة – قصيّ اللبدي

أريد تفكيك الرموز.

الكتابة صغيرة جدًا على ورقة الدواء. وثمة أنواع لا أعرفها من البهار على رفوف النملية. أمس، دهنت جسدي بزيت الشعر، وشربت شايًا بنكهة غامضة.

*

أجد قطعة ثياب مضمخة بعطرك، وعندما أمدّ يدي نحوها تختفي. أجد عبارة ما في المطبخ، أو على الكنبة، أو على حافة النافذة، فأعرف أنها منك، أعرف ذلك من الطريقة التي تتملص بها من بين يدي وأنا أضعها بين عبارتين.

*

أحمل الأشياء بين ذراعي وأثبتها في أماكن أخرى. وحين أنظر إليها، في أوطانها المستحدثة، تبدو لي مريضة، أو مثلومة من خواصرها، كما لو أن اللغة نفسها قد فقدت مياه ركبتيها.

أضع الأشياء في أماكنها ببطء من يرى شروخًا في الزجاج، آملًا ألا يدفعها مزاج الهواء، أو العبث، نحو مصير لا عودة منه.

أضع اللوم على كتفي إلى الزوال. ولا أرجو أو أتوقع شيئًا. يا لحياة قوامها إدامة الهدنة مع كل ما حولها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى