رأيتها في عينيك؛
تلك النظرة الثملة، الخدرة
التي ألفتها على وجه ابنتي، بعد أن تفلت صدري،
فمها الخدل، عيناها الضبابيتان الغبشتان
وكأن الحليب يعبرهما في طريقه لاحتلال كامل رأسها
ما يثقل عنقها الأبيض الرقيق
فأضمها بقوة، مندهشة من سطوة الشبع التامة
التي في الوقت نفسه
لا تساوي أبدًا سطوة حاجتها للغذاء،
حركتها الجامحة، بكاؤها حتى تلتصق بي وتوثق ما بيننا، امتصاصها للحليب، سحبه خارج جسدي؛
لحظة متفردة، تبذل فيها نفسها
أكيدة من إلمامي بحاجتها وضعفها.
هذا ما رأيته، تلك الليلة
حين سحبت فمك من فمي
ملقيًا ظهرك على السور الشبكي أمام الكنيسة المحترقة:
رجل على هذا القدر الرقة والضعف
من الإثم إيذاؤه.
.
– ترجمة: ضي رحمي.