أنا أعلم أن بداخلي شيء، أعلم بأن هناك شيئاً لو أخرجته سيبهر الجميع، لا أعلم ماهيته حتي الأن ولكني أعلم أنه موجود، موجود ولا يخرج أبدًا، ربما لو جلست مع نفسي قليلاً وحاولت التواصل مع ما بالداخل يمكني التعرف عليه، ها انا جالسة مع نفسي محاولة إكتشاف الأمر، انا مللت الجلوس وحدي الأن، أشعر بالملل بالرغم من أنني شخصاً غير ملول، تهتز فكرة إني بداخلي ما سيبهر الجميع واحدة واحدة، إنها تهرُب مني بالتدريج،إنها تتلاشى، أنا أشعر بالفراغ الآن.
هل بالغ مَن حولي في تقديري؟ هل أعطوا لي ثقة لم أستحقها كي لا أصاب بالإحباط مثلاً؟
ولكن الاصطدام بحقيقة أنني فارغة هو أشد حدة من الإحباط الذي كانوا سيصيبونني به، هل دفع شخص نحو الهاوية مُقنعاً إياه بأنه يستطيع التحليق أعلى و أعلى وهو لا يملك أجنحة هو شيئٌ أسهل من المواجهة بالحقيقة؟
أوليست هذه جريمة قتل!؟
أنا أدرك حقيقة الأمر الآن، أنا لستُ مميزة كما كنتُ أظن، لن يتوقف العالم لي ولو لثلاث ثواني كي يقول *واو* ثم يكمل، انا فقيرة، ليس الفقر المتعارف عليه فأنا معي بعض الأموال التى قد تكفي الأسبوع القادم التي أعطاني اياها والداي، ولكن ماذا إذا لم يعطوني اياها؟انا لستُ احب مجالاً ما لدرجة العمل به فترة طويلة، بالإضافة إلى انني منعدمة المواهب مما يجعلني سهلة الاستبدال في أي مكان عمل لأنهم وجدوا من هو أكفأ و موهوباً أكثر وما إلى ذلك، و لستُ مميزة دراسياً فأنا دائماً اسير في المنتصف لا يميناً ولا يساراً فقط المنتصف، حتي حينما كانت اختي تكلم مدرس الفلسفة علي انها والدتي لتعتذر له علي غيابي فأكملت دور الأم المتعارف عليه وسألته عن مستوايا اجابها قائلًا : “انا حقاً لا أعلم إذا كانت نورا مجتهدة ام لا فهي حصصاً تكون من أشد الطلاب ذكائاً ومنتبهة لكل ما يُقال وحصصاً أخري تكون غير مبالية علي الإطلاق اتمني ان تأخذ الدراسة بشكلٍ أكثر جدية “، هل انا باهتة إلى هذه الدرجة!
أنا باهتة ورمادية وفارغة وفقيرة ومع كل أسف لن أستطيع إبهاركم اليوم أو غداً أو بعد غد.