جسدي مدينة
عيناي معسكراها
فيهما النشاط الدائم لحراس المراقبة.
محطة قطار بين أذني
هناك جَلَبة لا تتوقف لحشود الناس
وهم ينتظرون رفيقاً أو فريسة
وينامون، مُتعبين:
أناس دائماً يصلون بعد رحيل القطار،
أفكار يتيمة بعدتْ عن الجادة،
ذكريات ضاعتْ بين رنين الأجراس
وصفير العربات
أحلام مُشتعلة تلهث
وتنتظر الإشارات الخضراء
عروقي أنهار، ضاجّة بالخلاخيل،
أعصابي أسلاك تنقل الموسيقا
والنور أمعائي شوارع غاصَّة بحركة السير
التجويفات الأربع في قلبي:
واحد سجن، أسود بعُزلة الموتى،
واحد كنيسة، أبيض بتعقيم الصلوات،
واحد مستشفى، أحمر بأنَّات المرضى،
وروائح الأدوية
واحد قاعة محكمة أزرق من المحاكمات المطوَّلة
والأحكام النزيهة.
كيف يُمكنني أن أصف فتحات أنفي
حيث تفتح الروائح أشرعتها
وطواحين أسناني التي لا تكلّ
والتي تطحن أقسى آلامي
وسوق لساني
الممتلئ بالأصوات والنَّكهات
ومرصد جلدي الذي يسجل تغير المواسم بلغة الإشارات،
وبستان شعري حيث لا تشرق الشمس أبداً
وبرجا ساقي اللذان يطفحان بالرقصات الساكنة،
ومكتبا يديّ المشغولان بالملفات والكتبة،
ومصانع غددي التي لا تنام
وملتقيات مفاصلي النشطة؟
في هذه المدينة صرخات الولادة
وأنَّات الموت،
وإغواءات القوادين
وبشارات القديسين،
ومساومات التجار
وانعزالات الرُّهبان
غابات في أقفاص وينابيع في قيود
وسحب تمطر بلمسة
ووقاويق مخبوءة في أصداف اللآلىء،
جراحات الرحيل
وأعاجيب الوصول
وفنادق القُبلات
وحدائق حيوانات المشاعر.
تذكَّر :
عندما تحرق هذا الجسد
أنَّكَ تحرق مدينة
تذكَّر :
عندما تقبر هذا الجسد
أنَّكَ تقبر شعباً.
*نص: ك. ساشيداناندان
*ترجمة: شهاب غانم