تمليناك – صلاح عبد الصبور

أشخاص:
بلدان:

تملّيناكَ، حين أهلَّ فوقَ الشاشةِ البيضاءِ، 

وجهُكَ يلثمُ العَلَـمَا

وترفعُهُ يداكَ،

لكي يحلِّقَ في مدى الشمسِ،

حُـرَّ الخفقِ مُقتَحِمَا

وكانَ الوجهُ مُبتسِمَا

ولكن،كانَ هذا الوجهُ يظهرُ، ثم يستخفي

ولم ألمح سوى بسمتِكَ الزهراءِ والعينين

ولم تُعلن لنا الشاشةُ نعتـًا لكَ أو اسمَـا

ولكن، كيفَ كانَ اسمٌ هنالك يحتويك؟

وأنتَ في لحظتك العظمى

تحولت إلى معنىً كمعنى الحبِّ، معنى الخيرِ، معنى النورِ، 

معنى القدرةِ الأسمى

تُراك،

وأنتَ في ساحِ الخلودِ، وبينَ ظلِّ الله والأملاك

تُراكَ، وأنتَ تصنعُ آيةً، وتخطُّ تاريخا

تُراكَ، وأنتَ أقربُ ما تكونُ

إلى مدارِ الشمسِ والأفلاك

تُراكَ ذكرتني،

وذكرتَ أمثالي من الفانين والبسطاء

وكان عذابُهم هو حبُّ هذا العلمِ الهائمِ في الأجواء

رأيتكَ جذعَ جميزٍ على ترعة

رأيتكَ جانبًا من حائطِ القلعة

رأيتكَ صخرةً من الأهرامِ مُقتلعة

وقد وقَفَتْ على قدمين

لترفع في المدى عَلَـمَا

زر الذهاب إلى الأعلى