العالمُ مكانٌ جميلٌ
لتُولُدوا فيهِ
إن لم يزعجكُم بأنَّ الفَرَح
لا يَعني دائماً
كثيراً من المَرح
إن لم يُزعجكُم مَسٌّ من جَحيم
من حينٍ لآخر
حينَ يكونُ كلُّ شيءٍ على ما يرام
فحتّى من في الجنة
لا يغنُّونَ
باستمرارٍ.
العالمُ مكانٌ جميلٌ
لتُولدوا فيه
إن لم يُزعجكم أنَّ ثمةَ بشراً يموتون
دوماً
أو ربما يتضوَّرونَ جوعاً فَحسب
أحياناً
فالأمرُّ ليس بهذا السوء
إن لم تَكونوا مِنهم
يا للعالم من مكانٍ جميلٍ
لتُولدوا فيهِ
إن لم يزعجكم كثيراً
حَفنةُ رؤوسٍ ميِّتة
في المواقعِ العُليا
أو لقنبلة أو اثنتين
الآن أو بعد حين
على وجوهكم المُتقلّبة في السماء
أو لبذاءاتٍ أُخرى من هذا القَبيل
كوقوع مجتمعنا «الماركة المسجلة»
فريسةً
لأصحابِ الامتيازِ
وأصحابِ الانقراضِ
والكهنةِ
ولسواهم من الخُفراء
ولعنصرياته المُختلفة
وتحقيقات الكونغرس
وسواها من الإمساكات المعوية
التي يرثها جسدنا المغفَّل
أجل العالمُ أفضلُ مكانٍ على الإطلاق
لفعلِ كثير من الأشياء من قبيل
صُنع مَشهدِ المرحِ
وصُنع مشهَدِ الحبِّ
وصُنع مشهد الحزنِ
وغناءِ الأغاني الخافتةِ وخلق الإلهام
والتجوالِ
ناظرين مليَّاً في كلِّ شيء
وتَنشُقِّ الزهور
وبعبصةِ التماثيل
وحتّى التفكيرِ
وتقبيلِ الناس
وإنجابِ الأطفالِ وارتداءِ السراويل
والتلويح بالقبَّعاتِ
والرَّقص
والسباحة في الأنهار
والخروجِ إلى النزهاتِ
مُنتصفَ الصيف
وعلى العموم :
«عِشْها»
أجلْ
لكن بعد ذلك، وفي غَمْرتها،
يأتي مبتسماً
دفَّانُ المَوتى.
*نص: لورنس فرلنغيتي
*ترجمة: محمد مظلوم