يجمد الأطباء النظر
في جسدي المُلقى كموضوع بحث
يصدرون كلمات باردة للحكم
وأنا متواجدة في الشّراك
باحثة عن مخرج من العراك
فمن أكون أنا لأحتج.
***
من المدن البعيدة يناديني أصدقائي
يريدون متابعة آهاتي
يقترحون حالات
في روما
في ميلانو
في فينيتسيا
في بحر البيسولا
حيث أتنفس الراحة
وأعد إمكانية الشفاء
لا يعرفون أنني أنازع الموت
وكل شيء جاهز لرحيلي.
***
كم أنت مقرف أيها الجسد الجامد
خنت عهدي
أنا التي أعطيتكَ النبل
والقيمة
والغذاء
واللطف كروح
أوقعتني في وهم وانجليت
بتُ لا أملك شيئاً.
***
يندفع العرق من الجبين
ينفذ إلى جذور الشعر
بارداً ينفلت من التجفيف
ليواصل الهجر
يغمر وجهي
يسافر إلى ذراعي
يحتسي ظهري
ويبلل الصدر
وكأني به في بحيرة ماء.
***
تلاشى استعدادي
انتصر مرضي المخادع
واستقبلتُ موتي الأول
بعد زمن من الصبر
بعدما خارت قواي من مجابهة الألم
بتُ أريد النوم الآني
لمعانقة دفء أمي.
***
بالمقص أقطع الأفواه والعيون
أقص الوجوه الكبيرة من المجلات
مهيئة هي المقصات للعمل
مهيئة لقطع وهم الخيال
منهمكة أنا في قطع أناي
وذاتي الآتية.
***
أتركُ المهدئ جانباً
أغتسل بالإرادة للتصدي للألم
ألبس اليقظة لأدرس جسدي المقصوص
والألم يتوزعني مسعوراً
يغربل عظامي المكسرة
بينما أنا
أستكين إلى الطرطقة الخربة
الصادرة من هول المصيبة.
***
“يا رب أعطني قلباً يسمع”
أعطيتني واحداً يخطئ النبض
واحداً
يتوقف
ينشغل
ينزل
يركض شاباً ولو كان هرماً.
***
أرقص من وخز إبرة تعزف بي
أحس بألم زرعه قلبي في صدري.
*نصوص: ميلينا ميلاني
*ترجمة: زينب سعيد