1- أنا لست أنا
أنا لست أنا .
أنا هذا الواحد
السائر بجنبي الذي لا أراه ،
الذي أحياناً أستطيع أن أزوره ،
وأحياناً أنساه ؛
الواحد الذي يبقى صامتاً بينما أتكلم ،
الواحد الذي يسامح بلطف عندما أكره ،
الواحد الذي يتمشّى عندما أكون في البيت ،
الواحد الذي يبقى واقفاً على قدميه حين أموت .
2- الشارع ينتظر الليل
الشارع ينتظر الليل.
كلّ شيء تأريخ وسكون .
الأشجار المحاذية للرصيف
نائمة مقابل السماء.
والسّماء الحزينة بنفسجيّة.
سماء نيسان، سماء
جميلة بنفسجيّة باستهلال رقيق
من ضياء النجوم .
الآن المصابيح مضيئة
عند النوافذ المُحروسة بالقضبان . يعوي
كلب على باب موصَدة. قطة سوداء
تدور في السّماء الملساء …
آه! ذاك المصباح الأصفـر،
طمأنينـة الأطفـال العُميان ،
حنين الأرامل،
سيماء الموتى !
والقصص التي رَويْـنـا
في أماسيّ نيسان
التي لم تعدْ أبداً ،
عندما حدّقـنـا في السّماء .
والظلام مترامٍ ساقطٌ ،
عذباً وعظيماً وهادئـاً ،
وسط التمتمات غيرِ الودّيـة
للقرى الصّغيرة …
3- المحيطات
لديّ إحساس بأنّ قاربي
اصطدم ، أسفلَ هناك في الأعماق ،
بشيء عظيم .
ولم يحدثْ
أيُّ شيء … سكون…أمواج…
لم يحدث أيُّ شيء ؟ أمْ أنَّ كلَّ شيء حدث ،
وهل نحن متَّخذون مواقعنا الآن ، بهدوء ، في الحياة الجديدة؟
4- من يدري ما الذي يجري
من يدري ما الذي يجري على الجانب الآخر من كلّ ساعة ؟
كم مرّةٍ كان شروق الشمس هناك ، خلف جبل!
كم مـرّةٍ كان الغيم المدهش المتراكم بعيداً عالياً ،
جسماً ذهبياً ممتلئاً رعـداً !
هذه الوردة كانت سمّاً .
ذاك السيف أعطى حيـاةً .
كنتُ مفـكِّـراً في مَـرجٍ مُـزهِـرٍ في نهاية الطريق ،
ووجدتُ نفسي في الوحـل .
كنتُ أفكِّـر في عظمة ما كان بشراً ،
ووجدت نفسي في عالم الكهنـوت.
*نص: خوان رامون خيمينيث
*ترجمة: بهجت عباس