I
أن ننظرَ ببراءةٍ، قبل كلّ شيء.
كأنَّ شيئًا لم يحدث
وهو أمرٌ صَحيح.
***
II
لكن أنتَ، أودُّ أن أنظرَ إليكَ حتّى يهربُ وجهكَ من خوفي، مثل طيرٍ هاربٍ من الحوافّ الحادةِ لليل.
***
III
مثل فتاةٍ مرسومة بطبشورة زهرية على جدارٍ قديم جداً
تجرُفها الأمطار فجأةً.
***
IV
مثلما تتورَّد زهرةٌ وتكشف عن قلبٍ ليس موجوداً.
***
V
كلُّ حركةٍ من جسدي وصوتي تتوق لأجعل من نَفسي قُرباناً،
الباقة التي تتخلّى عنها الريح على الشُّرفة.
***
VI
ظَلّلي ذكرى وجهكِ بقناعِ من ستكونينها
وأخيفي البنتَ التي كنتِها ذات يوم.
***
VII
الليلةُ التي تناثر فيها كلانا مع الضَّباب. هذا هو موسم الأطعمة الباردة.
***
VIII
والعطش، ذاكرتي مكوَّنة من العطش، وأنا أسفله، في القاع، في الحفرة، شربتُ، أتذكَّرُ ذلك.
***
IX
أن تسقطَ مثل حيوانٍ جريح، في بقعةٍ كان ينبغي أن تكون للنبوءة.
***
X
كأنَّه لا يعني أيّ شيء، لا شيء، فمٌ مُطبق، والجفون مخيّطة، وأنا نسيت.
الريح في الداخل، كلُّ شيءٍ مغلقٌ والريح في الداخل.
***
XI
تحت الشَّمسِ السوداء للصمت، احترقتْ الكلماتُ على مهلٍ.
***
XII
لكن الصَّمت حقيقيّ، لهذا السبب أكتب. أنا وحيدة وأكتب.
لا لستُ وحيدة. ثمَّة شخصٌ هنا.. يرتجف.
***
XIII
حتَّى لو تحدثت عن الشمس والقمر والنجمة، فأنا أتحدث عن الأشياء التي تحدث لي. وماذا كنتُ أتمناه؟ تمنيتُ صمتاً مثالياً.
لهذا السبب أتكلم.
***
XIV
الليل منحوتٌ على هيئة صرخة ذئب.
***
XV
لذَّة فقدان الذات في الصورة المُتخيّلة. أنهض من جُثَّتي، وأذهب للبحث عن هويّتي.
مهاجراً من نفسي، رحلتُ باتجاه الشخص الذي ينام في بلادٍ من الريح.
***
XVI
سقوطي اللامتناهي في السقوط اللامتناهي، حيث لم ينتظرني أحد – لأنَّني عندما رأيتُ من كان ينتظرني لم أر أحداً غير نفسي.
***
XVII
شيءٌ ما كان يسقط في الصمت. كلمتي الأخيرة كانت “أنا” لكنني كنتُ أتحدثُ عن الفجر المتوهّج.
***
XVIII
تشكّل الأزهار الصفراء دائرة للأرض الزرقاء.
يرتجف الماء، مُمتلئاً بالريح.
***
XIX
العمى النهاريّ.. طيورٌ صفراء في الصباح.
يدٌ تفكُّ تشابك الظلّام، ويدٌ تسحب شعر امرأة غارقة لا تتوقف أبدًا عن الذهاب عبر المرآة. للعودة إلى ذاكرة الجسد، يجب أن أعود إلى عظامي التي في الحِداد، يجب عليّ أن أفهم ما يقوله صوتي.
*عنوان المختارات: ممراتُ المرآة
*نص: أليخاندرا بيثارنيك
*ترجمة: فاطمة إحسان